كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 1)

وقد رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأذان وقال: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا. . ." (¬1). الحديث، وقال: "لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْس وَلاَ شَيءٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" (¬2).
وفي كتاب مسلم: قال: "المُؤَذِّنُونَ أَطْوُل النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ القِيَامَةِ" (¬3)، وأخبر أنه مطردة للشيطان فقال: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلآةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَحُولَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُوُل لَهُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا، لمِا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُه" (¬4)، وقيل: "حَتَّى يَضِلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِى كَمْ صَلَّى" (¬5). وندب من سمع المؤذن أن يقول مثل قوله، فقال: "إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُوُل المُؤَذِّنُ" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: 1/ 222 في باب الاستهام في الأذان، من كتاب الأذان، برقم (590)، ومسلم: 1/ 325 في باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها، من كتاب الصلاة، برقم (437)، ومالك: 1/ 68 في باب ما جاء في النداء للصلاة، من كتاب الصلاة، برقم (149).
(¬2) أخرجه البخاري: 1/ 221 في باب رفع الصوت بالنداء، من كتاب الأذان، برقم (584)، ومالك: 1/ 69 في باب ما جاء في النداء للصلاة من كتاب الصلاة، برقم (151).
(¬3) أخرجه مسلم: 1/ 290 في باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، من كتاب الصلاة، برقم (387).
(¬4) أخرجه البخاري: 1/ 409 في باب يذكر الرجل الشيء في الصلاة من كتاب أبواب العمل في الصلاة، برقم (1164)، ومسلم: 1/ 397 في باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، من كتاب الصلاة، برقم (389)، ومالك: 1/ 69 في باب ما جاء في النداء للصلاة، من كتاب الصلاة برقم (152)
(¬5) قوله: (حتى إذا قضى التثويب. . . كم صلى) ساقط من (س).
(¬6) أخرجه مسلم: 1/ 288 في باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على =

الصفحة 243