كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 1)

اقتصر على الجبهة دون الأنف أجزأه، وإن اقتصر على الأنف دون الجبهة لم يجزئه وعليه الإعادة وإن ذهب الوقت (¬1).
وذكر عنه أبو الفرج في الحاوي أنه قال: تجزئه صلاته وإن (¬2) خرج الوقت.
وقال ابن حبيب: يسجد بهما جميعًا، وإن اقتصر على أحدهما فصلاته باطلة (¬3).
قال الشيخ -رحمه الله-: أعظم (¬4) الأنف والجبهة في معنى الشيء الواحد؛ لأنه سجود بالوجه، ولهذا عده النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعة، ولو كان في معنى العضوين لكانت ثمانية، فرأى ابن القاسم مرة أنه عضو يسجد بعظمه وهي الجبهة فأجزأه ذلك، ورأى مرة أنه يجزئه الأنف (¬5) قياسًا على مسح بعض الرأس.
والقول إنه يسجد عليهما جميعًا أحسن؛ اتِّباعًا للحديث.
ويختلف إذا كانت بجبهته جراح (¬6) فقال في المدونة: يومئ بجبهته (¬7). وعلى قول ابن حبيب يومئ بالجبهة ويسجد على الأنف، وهو الصواب؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن الله تعالى أنه أمر أن يكون السجود بالوجه (¬8) على صفة ولا يجوز (¬9) غيرها.
¬__________
(¬1) انظر: المدونة: 1/ 167.
(¬2) في (ش 2): (وإذا).
(¬3) انظر: عيون المجالس، للقاضي عبد الوهاب: 1/ 316.
(¬4) قوله: (أعظم) ساقط من (س).
(¬5) قوله: (الأنف) ساقط من (ر).
(¬6) قوله: (بجبهته جراح) يقابله في (س): (بجسده جراحة).
(¬7) انظر: المدونة: 1/ 171.
(¬8) قوله: (بالوجه) ساقط من (ر).
(¬9) قوله: (ولا يجوز) يقابله في (ر): (ولا يكون).

الصفحة 287