كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 8)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صلي الله علي سيدنا ومولانا محمد
وعلي آله وسلم تسليما

كتاب الصدقة والهبة (¬1)

باب ما جاء في الصدقة والهبة (¬2)
نقل (¬3) الملك بغير عوض كالصدقة والهبة جائز (¬4)، والصدقة ما أريد به وجه الله -عز وجل-، والهبة ما أريد به وجه المعطى، وكلاهما مندوب إليه وغير داخل في قول الله -عز وجل- (¬5): {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188].
والأصل في الصدقة قول الله -عز وجل-: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]، وفي الهبة قول الله -عز وجل-: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، فحض سبحانه على مكارم الأخلاق بتنزيله فمدحه (¬6) فأخبر أنه أقرب للتقوى، وقال تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو
¬__________
(¬1) قوله: (والهبة) ساقطة من (ق 2).
(¬2) في (ف): (الهبة والصدقة).
(¬3) في (ق 2): (والهبة نقل).
(¬4) في (ق 2) و (ف): (جائزة).
(¬5) قوله: (قول الله -عز وجل-) يقابله في (ق 9): (كتاب الله تعالى).
(¬6) قوله: (فحض سبحانه على مكارم الأخلاق بتنزيله فمدحه) ساقط من (ق 9) و (ق 2).

الصفحة 3483