كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 8)

الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى. . .} [النور: 22].
وكان النبي - صلي الله عليه وسلم - يهب ويقبل الهبة (¬1). ووهب بعيرًا لجابر اشتراه منه (¬2) (¬3)، ولعبد الله بن عمر بعيرًا (¬4)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ" (¬5). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تَهَادُوا تَحَابُّوا" (¬6).

فصل [ما يراعى في الصدقه]
ويراعى في ذلك ثلاث أحوال (¬7): حال المعطي، وقدر العطية (¬8)، وفي من توضع، فأفضل ذلك حال (¬9) الصحة، لقول النبي - صلي الله عليه وسلم - وقد سئل: أي الصدقة
¬__________
(¬1) في (ق 2): (الهدية). والحديث أخرجه البخاري: 913/ 2، في باب المكافأة في الهبة، من كتاب الهبة وفضلها، برقم (2445) بلفظ "كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَيُثيبُ عَلَيْها".
(¬2) قوله: (اشتراه منه) يقابله في (ق 2): (اشتر لي منه).
(¬3) إشارة إلى حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - الذي أخرجه أحمد في قصة طويلة وفيه أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - سامه جمله فاشتراه منه ثم لما أتاه به قال له: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ جَمَلَكَ" ودفع إليه الثمن. مسند أحمد (23/ 271) برقم (15026).
(¬4) إشارة لحديث ابن عمر في الموطأ الذي أخرجه مالك عن نافع عنه أنه كان في سرية بعثها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قبل نجد فغنموا إبلًا كثيرة فكان سهمانهم اثني عشر بعيرًا أو أحد عشر بعيرًا ونفلوا بعيرًا بعيرًا، (2/ 450)، برقم (970).
(¬5) حسن صحيح: أخرجه الترمذي في سننه: 3/ 623، في باب ما جاء في قبول الهدية وإجابة الدعوة, من كتاب الأحكام، برقم (1338). وابن حبان في صحيحه (12/ 103) برقم (5292)، والبيهقى في سننه: 6/ 169، في باب التحريض على الهبة والهدية، برقم (11725).
(¬6) أخرجه البيهقى في سننه (6/ 169)، برقم (11726). والبخاري في الأدب المفرد (1/ 208)، برقم (594)، وأبو يعلى، في مسنده (11/ 9)، برقم (6148).
(¬7) في (ف): (خلال)، وفي (ق 8) (حالات) وساقط من (ق 9).
(¬8) في (ف): (الهبة).
(¬9) في (ق 8): (على).

الصفحة 3484