كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 8)

أفضل؟ فقال: "أَنْ تَتَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمَلُ الْغِنَى وَتَخْشَى (¬1) الْفَقْرَ وَلَا تُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا وَلفُلَانٍ كَذَا. أَلا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ" (¬2).
وأما القدر فأفضله ما خلف غنى، لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219]، قال محمد (¬3) ابن جرير الطبري: العفو الفاضل (¬4).
فأرشدنا الله -عز وجل- عندما سئل نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن القدر الذي يتصدق به أن يكون الفاضل عما يحتاجون إليه، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، وقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ. . .}، وفي البخاري ومسلم (¬5) قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ" (¬6).
وقال كعب بن مالك: إن (¬7) من توبتي أن أنخلع من مالي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
¬__________
(¬1) في (ق 8): (تخاف).
(¬2) متفق عليه، البخاري: 2/ 515، في باب أي الصدقة أفضل، من كتاب الزكاة؛ برقم (1353)، ومسلم: 2/ 716، في باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح، من كتاب الزكاة، برقم (1032).
(¬3) قوله: (محمد) ساقط من (ق 9).
(¬4) انظر: جامع البيان في تأويل آي القرآن، للطبري: 4/ 337 وما بعدها.
(¬5) قوله: (ومسلم) ساقط من (ق 8).
(¬6) متفق عليه، البخاري: 5/ 2048، في باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من كتاب النفقات، برقم (5041)، ومسلم: 2/ 717، في باب أن اليد العليا خير من اليد السفلى، من كتاب الزكاة، برقم (1034)، كلاهما بنحو اللفظ المذكور في المتن.
(¬7) قوله: (إن) ساقط من (ف).

الصفحة 3485