كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 1)

وقال سحنون في الإمام يخاف على صبي أو أعمى أن يقع في بئر، أو ذكر متاعًا له خلفه خاف عليه التلف: أن له أن يخرج لذلك ويستخلف (¬1).
وعلى قول أشهب: يستخلف (¬2) إن لم يبعد (¬3) أحد من هؤلاء بنى على ما صلى وأجزأه. قياسًا على أصله إذا خرج لغسل دمٍ رآه في ثوبه، أو لقيء (¬4). قال: أحب إلي أن يستأنف، وإن بنى أجزأه. قاسه بالراعف.
واختلف فيمن ظن أنه رعف أو أحدث فخرج ثم تبين له أنه (¬5) لم يصبه ذلك: هل يبني؟ وإن كان إمامًا هل يفسد (¬6) عليهم؟ فقال مالك: يبتدئ الصلاة ولا يبني (¬7).
وظاهر قول ابن القاسم أنه إن كان إمامًا لم يفسد؛ لأنه لم يتعمد.
قال سحنون في المجموعة: لأنه خرج بما يجوز له، ويبتدئ الصلاة خلف الذي استخلفه.
وقال في كتاب ابنه: أبطل عليهم؛ لأنه يستطيع أن يعلم ما خرج منه (¬8) قبل أن يخرج من المحراب، إلا أن يكون في ليل مظلم.
وقال محمد بن عبد الحكم: يبني ولا يبطل على من خلفه؛ بمنزلة من ظن
¬__________
(¬1) انظر: النوادر والزيادات: 1/ 238.
(¬2) قوله: (يستخلف) ساقط من (س).
(¬3) في (ر): (يتعمد) وأشار في الهامش للمثبت هنا.
(¬4) قوله: (أو لقيء) ساقط من (ر).
(¬5) قوله: (تبين له أنه) يقابله في (ر): (تيقن أنه).
(¬6) في (س): (تفسد).
(¬7) انظر: المدونة: 1/ 193.
(¬8) في (س): (فيه)، وأشار في هامش (س) إلى ما في المتن.

الصفحة 394