كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 9)

أكثر مما هو (¬1) عليه وهو النطق باللسان، ويدل على ذلك قول الله سبحانه في المحاربين: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [المائدة: 34]، وإذا لم يقبل قول المحارب بعد القدرة عليه: إني تائب، مع أنه كان يعلن ما يوجب حده (¬2) إلا أن تعلم (¬3) توبته بالأعمال الصالحة وما يدل على نزوعه عن ذلك (¬4) قبل الظهور عليه وأخذه- كان الزنديق ابن أنه لا يقبل قوله: إني تائب، إلا أن يظهر نزوعه قبل أن يظهر عليه، أو يعترف، وكذلك شاهد الزور إذا ظهر عليه فقال: إني تائب لا يقبل ذلك منه بحضرة ما ظهر عليه، فلا تجوز شهادته إلا بما (¬5) يظهر منه مما يفعله بعد ذلك، وليس بمجرد قوله: إني تائب، وأيضًا فإن الزنديق كان (¬6) يرى ذلك حقًّا وهو اجتهاده، وشاهد الزور كان (¬7) يعتقد ذلك باطلًا، فانتقال حاله إلى الصلاح والتدين دليل على انتقاله.
فأما ميراثه فاستدل من أوجبه لورثته بالمنافقين أنهم تُرِكُوا على ما كانوا يُظهِرُونَهُ من الإِسلام وأُجْرُوا على أحكام الإِسلام (¬8) في المناكحة والموارثة وغيرها، واحتج للمنع بوجوه:
فقيل: لأنَّ (¬9) ذلك مما يعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، فترك سنةً، لئلا يقضي
¬__________
(¬1) في (ف): (كان).
(¬2) قوله: (يوجب حده) يقابله في (ح): (يرخص له).
(¬3) في (ف): (تظهر).
(¬4) قوله: (عن ذلك) سقط من (ف).
(¬5) في (ف): (فيما).
(¬6) قوله: (كان) سقط من (ح).
(¬7) قوله: (كان) زيادة في (ف).
(¬8) في (ر): (المسلمين).
(¬9) قوله: (فقيل: لأنَّ) يقابله في (ر): (منها أن).

الصفحة 4158