كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 2)

واختلف في الثلاث التي في المفصل، وهي: النجم، وإذا السماء انشقت، واقرأ باسم ربك، هل يمنع السجود فيها، أو يباح، أو يؤمر به؛ لأنها من العزائم؟ فقيل: لا يسجد فيها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك السجود فيها، وقال أبو جعفر الأبهري: هو مخير إن شاء فعل وإن شاء ترك.
ولمالك في "المبسوط" مثل ذلك، قيل له: أيسجد في: "والنجم"؟ قال: لا بأس. فأباح ولم يأمر.
وذكر أبو محمد عبد الوهاب عن مالك أنه قال مرة: عزائم القرآن أربع عشرة سجدة، وأثبت الثلاث التي في المفصل وجعلها من العزائم.
وقال ابن شعبان: عن علي بن أبي طالب (¬1) وابن مسعود (¬2) وابن عباس (¬3) - رضي الله عنهم -: العزائم أربعة: الم تنزيل، وحم تنزيل، والنجم، واقرأ باسم ربك، لأنه أمر بالسجود، والبقية وصف (¬4).
¬__________
(¬1) صحيح، أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: 7/ 310، برقم (7588)، والحاكم في المستدرك: 2/ 577، في باب تفسير سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق، من كتاب التفسير، برقم (3957)، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/ 315، في باب سجدة النجم، من جماع أبواب سجود القرآن، برقم (3531)، وصححه الذهبي في التلخيص.
(¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 2/ 315، في باب سجدة النجم، من جماع أبواب سجود القرآن، برقم (3532).
(¬3) لم أقف عليه من قول ابن عباس. وإنما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 1/ 377، في جميع سجود القرآن واختلافهم في ذلك، من كتاب الصلوات، برقم (4349) من حديث ابن عباس عن علي بن أبي طالب.
(¬4) لعل مراد المؤلف: أن ما سوى هذه السور الأربع وصف لحال الساجدين فإنه تعالى قال في الأعراف: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}، وقال تعالى في الرعد: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، وقال تعالى في النحل: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)} =

الصفحة 424