كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 2)

وثبت عنه أنه سجد في {وَالنَّجْمِ} بمكة (¬1)، ولم يأت عنه في حديث صحيح أنه سجد في سوى المفصل إلا في (ص).
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في البخاري: ليست من العزائم (¬2). وفي النسائي: قال - صلى الله عليه وسلم -: "سَجَدَهَا دَاوُدُ تَوْبَةً، وَأَسْجُدُهَا شُكْرًا" (¬3).
وإذا ثبت السجود في المفصل ولم يثبت نسخه لم يترك السجود فيها، وقد احتج من نفى السجود فيها بقولٍ يذكر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "لَمْ يَسْجُدِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِى شَىْءٍ مِنَ المُفَصَّلِ مُنْذُ تحَوَّلَ إِلَى المَدِينَةِ" (¬4).
ولحديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: "قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {وَالنَّجْمِ} فَلَمْ يَسْجُدْ" (¬5).
¬__________
= انْشَقَّتْ}، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، من كتاب الصلاة، برقم (555).
(¬1) متفق عليه، أخرجه البخاري: 1/ 364، في باب النجم، من أبواب سجود القرآن في صحيحه، برقم (1020)، ومسلم: 1/ 405، في باب سجود التلاوة، من كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم (576).
(¬2) أخرجه البخاري: 1/ 363، في باب سجدة (ص)، من أبواب سجود القرآن في صحيحه، برقم (1019).
(¬3) صحيح، أخرجه النسائي في المجتبى: 2/ 159، في باب سجود القرآن السجود في (ص)، من كتاب صفة الصلاة، برقم (957).
(¬4) منكر، أخرجه أبو داود في سننه: 1/ 446، في باب من لم ير السجود في المفصل، من كتاب سجود القرآن، برقم (1403)، وضعفه، والحديث قال فيه ابن عبد البر في التمهيد: 19/ 20 (هذا عندي حديث منكر) وقال ابن حجر في الفتح: 2/ 555: (ضعفه أهل العلم بالحديث لضعف في بعض رواته واختلاف في إسناده)، وضعفه المناوي في فيض القدير: 4/ 440.
(¬5) متفق عليه، أخرجه البخاري: 1/ 364، في باب من قرأ السجدة ولم يسجد، من أبواب سجود القرآن في صحيحه، برقم (1022)، ومسلم: 1/ 406، في باب سجود التلاوة، من =

الصفحة 426