كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 2)

باب في ركعتي الفجر
الأصل فيهما حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى شَيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ" (¬1). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لهما أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا". أخرجه مسلم (¬2).
واختلف هل هما سنة أو من الرغائب؟ فقال مالك: يستحب العمل بهما (¬3). وقال أصبغ: هما من الرغائب. وقال أشهب: هما سنة وليستا كالوتر (¬4).
واختلف فيما يقرأ به فيهما؟ وهل القراءة سرًّا أو جهرًا؟ فقال مالك: الذي أفعل أنا في القراءة بأم القرآن وحدها (¬5). وقال في كتاب محمد: سرًّا. لحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إِنِّي لأَقُولُ: أَقَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ القُرْآنِ أَمْ لاَ؟ " (¬6).
وقال أيضًا في "مختصر ما ليس في المختصر": يقرأ فيهما بسورتين من قصار
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: 1/ 393، في باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعا، من أبواب التطوع في صحيحه، برقم (1116).
(¬2) أخرجه مسلم: 1/ 501، في باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما وتخفيفهما وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها في صحيحه، برقم (725).
(¬3) انظر: البيان والتحصيل: 1/ 401.
(¬4) انظر: البيان والتحصيل: 1/ 401.
(¬5) انظر: المدونة: 1/ 210.
(¬6) أخرجه البخاري بنحوه: 1/ 393، في باب ما يقرأ في ركعتي الفجر، من أبواب التطوع في صحيحه، برقم (1118)، وعبد الرزاق واللفظ له في مصنفه: 3/ 60، في باب القراءة في ركعتي الفجر، من كتاب الصلاة، برقم (4793). وبنحوه أخرجه ابن حبان في صحيحه، في باب النوافل، من كتاب الصلاة، برقم (2466).

الصفحة 481