كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 2)

لما نَسِيَ السلام نوى في حين انصرافِهِ الخروجَ من الصلاة.
وإعادةُ التشهدِ استحسانٌ، وقد استحسن مالك فيمن قَرأَ ونَسِيَ الركوعَ حتى سجد فعاد إلى الركوع -أن يعيد القراءةَ قبل أن يركع (¬1)، وإن طال الأمرُ وانتقضتْ طهارتُهُ- اسْتَأنْفَ الصلاة، وإن لم تنتقضْ فَسَدَتْ على أصله في المدونة (¬2)، ولم تفسد على قوله في المبسوط إذا نسي التشهدَ.
وقال ابن القاسم فيمن شك في السلام: سَلّمَ ولا سجود عليه (¬3). قال: لأنه إن كان سلم فسلامُه هذا لغير شيء، وإن لم يسلم فسلامُه هذا يجزئُهُ (¬4). يريد: إذا كان في مقامه ولم يطل، فإن فارق الموضع (¬5) وطال- عاد الجواب في السجود وفي إعادة الصلاة إلى ما تَقَدمَ إذا لم يكن سلم؛ لإمكان أن يكونَ لم يسلِّمْ.

فصل في أحاديث السهو
وأحاديثُ السهْوِ ثلاثةٌ:
حديثُ ابن بحينة قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - من اثنتين ولم يجلس، فلما قضى صلاته سجد سجدتين قبل السلام (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: البيان والتحصيل: 1/ 477، والنوادر والزيادات: 1/ 377.
(¬2) انظر: المدونة: 1/ 221، 222.
(¬3) انظر: المدونة: 1/ 224.
(¬4) انظر: المدونة: 1/ 224.
(¬5) في (ب): (أو طال).
(¬6) متفق عليه أخرجه البخاري: 1/ 285، في باب من لم ير التشهد الأول واجبًا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام من الركعتين ولم يرجع، من كتاب صفة الصلاة في صحيحه، برقم (795)، ومسلم: 1/ 399، في =

الصفحة 517