كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 3)

نقل الجميع للحاجة التي كانت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في (¬1) إعطاء من يدخل في الإسلام، وينقذهم من الكفر، فقام ذلك مقام من أعطي في سنة الجدب (¬2)، وقد قال مالك في المستخرجة (¬3): أستحب لأهل الأمصار أن يحملوا زكواتهم إلى المدينة؛ لأنها دار الهجرة والتنزيل، وأهلها يصبرون على لأوائها وشدتها (¬4).

فصل [فيمن كان في سفر ومعه زكاة ماله]
وعلى من كان في سفر أن يزكي ما معه من المال (¬5) ولا يؤخره إلى بلده.
واختلف في زكاة ما خَلَّفَه في بلده، فقال مالك: يزكيه الآن إلا أن يحتاج ولا قوة (¬6) معه، فليؤخره إلى (¬7) أن يجد من يسلفه، فليستسلف (¬8)، يريد: يخرج الزكاة ويتسلف ما يحتاج إليه. وقال أيضًا: يؤخر زكاته حتى يقسم في بلاده (¬9).
فراعى في القول الأول موضع المالك، ومرة موضع المال، وهو أبين أن يكون فقراء من فيهم ذلك المال أحق بزكاته، وأيضًا فإن الزكاة معلقة بعين
¬__________
(¬1) قوله: (في) ساقط من (ق 3).
(¬2) في (م): (الحرب).
(¬3) قوله: (في المستخرجة) ساقط من (س) و (م).
(¬4) انظر: البيان والتحصيل: 2/ 430.
(¬5) قوله: (من المال) ساقط من (س).
(¬6) في (س): (قومة).
(¬7) في (س): (إلا).
(¬8) انظر: المدونة: 1/ 335.
(¬9) انظر: المدونة: 1/ 335.

الصفحة 946