فصل [في صفة الغارمين]
واختلف في صفة الغارمين، فقيل: هو من فدحه الدين (¬1) وإن كان له ما يؤدي منه دَيْنه (¬2). وعند ابن حبيب نحوه. وقال أبو محمد عبد الوهاب: الغارمون الذين لا يجدون وفاء لقضاء دينهم، وتكون معهم أموال بإزاء ديونهم، فيعطون ما يقضون به ديونهم (¬3). وهذا ضعيف، وقد يكون دينهم (¬4) مائة دينار، وفي يده مائة دينار، فليس يقضى دينه لتبقى في يديه مائة (¬5) دينار.
فصل [في معني قوله -عز وجل-: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}]
وأما قوله -عز وجل-: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 60]. يريد: الغزو، ويُعطى منها الغازي إذا كان غنيًّا في بلده، فقيرًا بالموضع الذي هو فيه.
واختلف إذا كان غنيًّا بالموضع الذي هو فيه، فقيل: يُعطى لظاهر الحديث: "لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنىًّ إِلاَّ لخِمْسَةٍ: لِغَازٍ. . ." الحديث (¬6)، ولأن أخذه في معنى المعاوضة والأجرة إذا كان أوقف نفسه لذلك، أو هو في حين غزو، ولأنه يقاتل عن المسلمين، ولأن في إعطائه ضربًا من الاستئلاف لمشقة ما
¬__________
(¬1) فَدَحَه الدَّين أَي: أَثقله، انظر: لسان العرب: 2/ 540.
(¬2) قوله: (دينه) ساقط من (م).
(¬3) انظر: المعونة: 1/ 270.
(¬4) قوله: (دينهم) ساقط في (م).
(¬5) قوله: (في يديه مائة) يقابله في (م): (فيه).
(¬6) قوله: (لا تحل. . . الحديث) ساقط من (م). سبق تخريجه، ص: 968.