كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

175 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن أحمد بن سهل الترمذي قال: حدثني أبو موسى عيسى بن أبي راشد قال: ثنا أبو عمر قال: سمعت أبا الليث الجرجاني يقول: أنبأ أبو الأصبع الكوفي قال: بلغني أن قتادة قدم الكوفة فقال: يا أهل الكوفة سلوني، فقام إليه أبو حنيفة فقال: يا أبا الخطاب، ما تقول في رجل.
176 - ح وحدثني إبراهيم بن أحمد قال: حدثني أحمد بن القاسم قال: حدثني أبو عبد الله الصائغ المروزي قال: ثنا أبو سعيد الخوارزمي -وكان ثقة- قال: بلغني أن قتادة دخل الكوفة فنزل دار أبي بردة، فاجتمع الناس إليه، فقال قتادة: والله لا يسألني أحد عن مسألة إلا أنبأته فيها من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال حماد بن أبي سليمان: قم يا نعمان فسل هذا عن شيء، فذهب أبو حنيفة فقام في آخر الناس، فقال: ما تقول في امرأة غاب عنها زوجها، فنعي إليها، فاعتدت وتزوجت رجلاً، فقدم زوجها الغائب فقال لها: يا فاعلة تزوجت وأنا حي؟ وقال زوجها الآخر: تزوجت ولك زوج؟ فقال: لا أجيبكم في هذا بشيء ولا في الفقه، سلوني عن تفسير #111# القرآن، فقال أبو حنيفة يا أبا الخطاب أخبرني عن قول الله عز وجل: {قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}، قال: علم اسم الله الأعظم، فقال أبو حنيفة: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من هو أعلم باسم الله الأعظم منه؟ قال قتادة: لا أجيبكم في التفسير، سلوني عن غير ذلك، فقال أبو حنيفة: أمؤمن أنت؟ قال: أرجو، قال: لم قلت أرجو؟ قال: لقول إبراهيم: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين}، فقال أبو حنيفة: فهلاً قلت كما قال إبراهيم، حيث قال: {أولم تؤمن قال بلى}، قال قتادة: لا أجيبكم في شيء، فقال أبو حنيفة: نعم نسألك.

الصفحة 110