كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

180 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني أحمد بن القاسم البرتي قال: ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: سمعت محمد بن جابر اليمامي يقول: كان حماد بن أبي سليمان يقعد ويجيء النعمان بن ثابت أبو حنيفة، فيتكلم حماد فيقول له النعمان: فإن كان كذا، فإن كان كذا؟ فيغضب حماد ويقوم ويقول له: لبست علينا.
في دخول أبي حنيفة على الخلفاء، وصدعه إياهم بالحق، وتركه قبول جوائزهم
181 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال: حدثني محمد بن إسحاق البغوي قال: حدثني أبي قال: حدثني إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: حدثني أبي حماد بن أبي حنيفة قال: كتب أبو جعفر المنصور والي الكوفة في إشخاص أبي حنيفة وابن أبي ليلى وابن شبرمة، قال: فقدموا قبل شخوصهم بيوم رجلاً يأخذ لهم منزلاً ببغداد، ثم شخصوا، قال حماد: وخرجت مع أبي لأخدمه، فلما صرنا إلى بغداد بدأنا بباب أبي جعفر المنصور، فاستؤذن لهم فأذن لهم، فدخلوا وأمسكت حمار أبي، قال: فاحتبسوا عنده ثم خرجوا، فقدمت حمار أبي إليه ثم قلت: يا أبه ما وراك؟ قال: شر يا بني، فقلت: ما هو؟ قال: حتى نصير إلى المنزل، فلما صرنا إلى المنزل قال لي: يا بني دخلنا على هذا الرجل، فلما #114# أخذنا مجلسنا قال لنا: ألستم تروون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المؤمنون عند شروطهم؟ )) قلنا: بلى، قال: فإن أهل الموصل شرطوا لي أن لا يخرجوا علي، فمتى خرجوا علي فأنا في حل من دمائهم وأموالهم، وقد خرجوا علي، وأقبل على ابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالا له: يا أمير المؤمنين، رعيتك ويدك المبسوطة عليهم، وقولك المقبول فيهم، فإن عفوت فأهل ذلك أنت، وإن عاقبت فبما يستحقون، فأقبل علي وقال لي: يا شيخ، إياك أريد فتكلم، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، ألسنا في بيت أمان؟ قال: بلى، قال: قلت له: شرطوا لك ما لا يملكون، وشرطت عليهم ما ليس لك، وأخذتهم بما لا يحل لك، وشرط الله أحق أن يوفى به، قال: قوموا عني، فقمنا، قال: فمكثنا على ذلك أياماً، ثم دعا بهم، فدخلوا فلم يلبثوا أن خرجوا، فقلت لأبي: يا أبه، ما الخبر؟ قال: خير يا بني، إنا لما دخلنا التفت إلي فقال لي: يا شيخ فكرت فيما قلت لي، فإذا القول ما قلت، ارجعوا إلى بلدكم، قال: فرجعنا من فورنا إلى الكوفة.

الصفحة 113