704 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني أحمد بن أبي عمران قال: حدثني محمد بن شجاع قال: سمعت الحسن بن أبي مالك يقول: سمعت أبا يوسف يقول: مرضت مرضاً نسيت فيه كلما كنت أحفظ حتى القرآن ولم أنس الفقه، فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: علمي بما سوى الفقه علم حفظ، وعلمي بالفقه علم هداية، فأنا فيه كرجل غاب عن بلده سنين ثم دخله بعد ذلك، أفتراه يغيب عنه طريق منزله؟
705 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا جعفر بن أحمد بن الوليد الأسلمي قال: أنبأ بشر بن الوليد الكندي القاضي قال: سمعت أبا يوسف وقال له رجل: لي أب نصراني ضرير، فربما لقيته ماضياً إلى الكنيسة وربما لقيته منصرفاً عنها أفآخذ بيده؟ فقال له أبو يوسف: إن كان ماضياً إليها فلا تأخذ بيده، وإن كان منصرفاً عنها فخذ بيده.
706 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني محمد بن العباس بن الربيع قال: حدثني المصرفي قال: قال هارون الرشيد لأبي يوسف: ما أحد من الناس أحب مجالسة غيركم يا أهل الفقه، لولا خفة فيكم، فقلت له: وما الخفة التي فينا؟ قال: ربما رأيت الرجل منكم #307# يقبل على الصبي الذي سنه دون سن ولده فيعلوا صوته صوته، قال: فأخذت به في حديث آخر، ثم أريته عقداً من الحساب فقلت له: كم هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: كذا، وأصاب، فقلت: ما الدليل على ذلك؟ فقال: ومن يقول غير هذا؟ قلت: الذي يخالفك، وكلمته بكلام من هذا النحو فعلا صوته، ودرت أوداجه، فقلت له: أصاب أمير المؤمنين، قد كان من صياحه ودفعه إياي ما كان عن الصواب الذي تفهمه العامة والخاصة، فكيف ينكر على صياحي عند الصواب الذي أخالف فيه ولا تفهمه العامة ولا يفهمه إلا قليل من الخاصة، قال: فعذر عند ذلك.