كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

716 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني حسن بن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي قال: ثنا أحمد بن صالح بن مهران قال: حدثني عرزم بن فروة قال: حج أبو يوسف القاضي، فلما صار إلى الحجاز أصاب الواقدي بحال ضيقة فحمله معه إلى بغداد، فلما دخل على الرشيد سلم عليه وسلم على يحيى بن خالد، فقال له يحيى: يا أبا يوسف! أي شيء أهديت إلينا من مكة؟ قال: أهديت إليك هدية لم يهدها أحد قبلي إلى أحد قبلك، قال: وما هي؟ قال: أهديت رجلاً تسأله عما شئت فيجيبك، قال: فهنياه بتعجيل البعثة به، قال الواقدي: فبعث بي أبو يوسف إليه، فما زال يسائلني طول نهاره فلما كان الليل أمر أن يفرش لي إلى جانب فراشه، فلما كان السحر دعا بدواة وقرطاس #311# وكتب كتاباً دفعه إلى بعض خدمه وقال: إذا صلى الشيخ فصر معه إلى فلان وادفع الكتاب إليه، فلما صليت قال الخادم: امض بنا، فصار بي إلى رجل أدخلني عليه وأوصل الكتاب إليه، فقال الرجل للخادم: امض لسبيلك، وقال لي: أقعد، ثم دعا بغلمان فأمرهم بفرش أنطاع فجعلوا ينقلون البدر ويضعونها على الأنطاع، فلما تعالى النهار قلت له: يا هذا إن لي شغلاً فإن رأيت أن تروج أمري فافعل، فقال لي: أنا في حاجتك، كتب إلي الوزير أن أدفع إليك مائة ألف، فقلت: على رسلك أعطني عشرة آلاف درهم واحبس الباقي عندك، وانصرفت إلى أبي يوسف فأعلمته، فقال لي أبو يوسف: لست أرضا لك بها حتى ازداد لك.

الصفحة 310