كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#314#
724 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا أبو خازم القاضي قال: قال لي ابن أبي الشواليق: حدثني بشر قال: كنت يوماً عند أبي يوسف، فتكلم في مسألة فقلت له: ما هكذا حكم الله فيها، فقال: أو لله عز وجل في كل شيء حكم منصوص؟ قلت: نعم، فقال: ما حكم الله عز وجل في رجل عدا على ديك ففقأ عينه؟ فقلت: يقوم صحيحاً غير مفقوء العين، ثم يقوم مفقوء العين فيجب على فاقئ عينه فضل ما بين قيمتيه، فهذا حكم الله عز وجل فيها، قال: فجمع أبو يوسف أصابع يده اليمنى ثم قال: أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني، وأشار إلى يده اليسرى.
725 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: ثنا أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا أحمد بن أبي عمران قال: حدثني فرج مولى أبي يوسف قال: رأيت مولائي أبا يوسف إذا دخل في قنوت الوتر رفع يديه في الدعاء قال لنا ابن أبي عمران: لم يحدثنا بهذا عن أبي يوسف غير فرج، وكان ثقة.
726 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد أبو عبد الله محمد بن هارون بن محمد العباسي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو يحيى بن أبي مسرة قال: حدثني سعيد بن عثمان الزيات، عن أبيه قال: قام رجل إلى هارون الرشيد في مدينة أبي جعفر يوم جمعة وهو على المنبر فقال: والله ما قسمت بالسوية ولا عدلت في الرعية ولقد فعلت وفعلت، فأمر به فأخذ ثم أدخل عليه بعد الصلاة، وبعث إلى أبي يوسف، قال أبو يوسف، فدخلت عليه وهو جالس والرجل بين العقابين والجلادون خلفه بالسياط، فأقبل علي، فقال: يا #315# يعقوب، كلمني هذا بما لم يكلمني به أحد، فقلت: يا أمير المؤمنين، قد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في قسم قسمه: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فعفا وصفح، وقيل له: وقد قسم قسماً: إعدل، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ومن يعدل إذا لم أعدل)، فعفا وصفح، وقيل له أشد من هذا، خاصم إليه الزبير ورجل من الأنصار فقضى للزبير، فقال الآخر: يا رسول الله، أأن كان ابن عمتك، فعفا وصفح، قال: فسكن غضبه وأمر بالرجل فأطلق.

الصفحة 314