كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

730 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا عبدة بن سليمان بن بكر، عن إبراهيم بن الجراح قال: لما أردت الخروج إلى البصرة قلت لأبي يوسف: من ألزم بها؟ فقال لي: حماد بن زيد، وعظم من قدره، فلما قدمت البصرة لزمت حماداً، فوالله ما جرى ذكر أبي يوسف عنده إلا اتبعه بالوقيعة فيه، فبينا أنا عنده إذ أتته امرأة تسأله أن يكتب لها شرطاً، فشق عليه أن يردها، وشق عليه أن يتشاغل عن أصحاب الحديث وكبر الأمر في قلبه، فقلت له: يا أبا إسماعيل، مرها فلتدفع إلي صحيفتها حتى أكتبها لها، ففعل، وأمسك عن الحديث لأفرغ من الصحيفة، فقلت: لا تحتاج إلى هذا حدث ففعل، فلما فرغت من الكتاب ناولته الصحيفة فأخذتها وقرأتها عليه فأعجبته، ثم قال: ممن تتعلمون هذا؟ قلت: من الذي لا يجري ذكره إلا وصلت ذلك بالوقيعة فيه ولقد أوصاني عند فراقي إياه ألا ألزم أحداً غيرك، فقال: من هو؟ قلت: أبو يوسف، فاستحيا ولم يكن يذكره بعد إلا بخير.
731 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني أبو خازم القاضي قال: ثنا الحسن بن موسى قاضي همذان قال: ثنا بشر بن الوليد قال: كان أبو يوسف إذا ذكر محمد بن الحسن يقول: أي #319# سيف هو، غير أن فيه صدا وهو يحتاج إلى جلا، وإذا ذكر الحسن بن زياد يقول: هو عندي كالصيدلاني إذا سأله رجل أن يعطيه ما يطلق بطنه أعطاه ما يمسكه، وإذا سأله ما يمسك أعطاه ما يطلق، وإذا ذكر بشر يقول: هو كإبرة الرفا، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار، وإذا ذكر الحسن ابن أبي مالك قال: هو كجمل حمل حملاً في يوم مطير فتذهب يده مرة هكذا ومرة هكذا ثم يسلم.

الصفحة 318