748 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: سمعت أحمد بن علي بن بيان البغدادي يقول: سمعت محمد بن سعدان يقول: سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول: سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على هارون الرشيد وفي يده درتان يقلبهما فقال لي: يا يعقوب، هل رأيت أحسن من هاتين؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين، فقال لي: وما هو؟ قلت: الوعاء اللتين هما فيه، قال: فرمى بهما إلي، وقال: شأنك بهما، فأخذتهما وقمت.
749 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: ثنا إبراهيم بن حميد قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن هشام بن أبي يوسف، عن أبيه عن جده، ح وحدثنا به أبو بكر الخصاف قال: لما احتضر أبو يوسف جلسنا عند رأسه فقلنا له: في نفسك من هذا الأمر شيء -نعني القضاء- قال: لا -والله- إلا شيئاً واحداً، ادعى نصراني مرة على الرشيد ضيعة فدعوت بالرشيد وبالنصراني، فجاء الرشيد ومصلى يحمل له فجلس عليه، ولم أدع للنصراني بمصلى مثله، فذاك في نفسي.
750 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا أحمد بن أبي عمران قال: ثنا محمد بن شجاع قال: سمعت الحسن بن أبي مالك قال: سمعت أبا يوسف في مرضه الذي مات فيه يقول: والله ما زنيت قط، ووالله ما جرت في حكم قط، وما أخاف على نفسي إلا من شيء #326# كان مني، فقلت له: وما هو؟ قال: كان هارون الرشيد يأمرني أن آخذ قصص الناس فأقرأها ثم أوقع فيها لهم بمحضره، فكنت آخذها قبل ذلك بيوم فأتصفحها فجمعتها مرة فتصفحتها فإذا فيها قصة لنصراني يتظلم من هارون أمير المؤمنين في ضيعة في يده يزعم أنه غصبه إياها، فدعوته فقلت له: هذه الضيعة في يد من هي؟ قال: في يد أمير المؤمنين، فأردت تقريب الأمر عليه فقلت له: من يبيع ثمارها؟ قال: أمير المؤمنين، قلت: فمن يجني غلاتها؟ قال: أمير المؤمنين، وأجعلت كلما أردت منه أن يذكر خصماً غير أمير المؤمنين رد الخصومة فيها إلى أمير المؤمنين، فجعلت قصته مع قصص الناس، فلما كان يوم المجلس جعلت أدعو بالناس رجلاً رجلاً حتى وقعت قصة النصراني في يدي، فدعوته فدخل فقرأت قصته على أمير المؤمنين، فقال لي: هذه الضيعة لنا ورثناها عن المنصور، فقلت للنصراني: قد سمعت الذي قال، أفلك على ما تدعي بينة؟ قال: لا، ولكن خذ لي يمينه، قال: فقلت لهارون: أتحلف يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، فحلف فانصرف النصراني، قال أبو يوسف: فما أخاف على نفسي إلا من هذا، قال الحسن: فقلت: وأي خوف في هذا، وقد فعلت الذي فعلت، فقال: من تركي أن أقعده معه مجلس الخصم.