#328#
756 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: ثنا أحمد بن محمد بن سلامة: ثنا أحمد بن أبي عمران، أنبأ علي بن صالح وبشر بن الوليد جميعاً، عن أبي يوسف قال: قدمت المدينة فأخرج إلي من أثق به صاعاً فقال لي: هذا صاع النبي صلى الله عليه وسلم، فقدرته خمسة أرطال وثلث، قال لنا ابن أبي عمران: الذي أخرج لأبي يوسف هذا الصاع هو مالك بن أنس.
757 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: ثنا أبو موسى عيسى بن يوسف المغربي قال: ثنا أحمد بن إسحاق أبو المنهال، قال: ثنا أسد بن الفرات، عن أبي يوسف قال: ذروا الخصومة في الدين والمراء فيه والجدال، فإن الدين واضح بين، قد فرض الله عز وجل فرائضه، وشرع سنته، وحد حدوده، وأحل حلاله، وحرم حرامه، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} فأحلوا حلال القرآن، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وأمنوا بالمتشابه منه، واعتبروا بالأمثال فيه، فلو كانت الخصومة في الدين تقوى عند الله لسبق إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعده، فهل اختصموا في الدين أو تنازعوا فيه، وقد اختصموا في الفقه وتكلموا فيه واختلفوا في الفرائض، والصلاة والحج والطلاق والحلال والحرام، ولم يختصموا في الدين، ولم يتنازعوا فيه، فاقتصروا على تقوى الله وطاعته، وألزموا ما جرت به السنة، وكفيتم فيه المؤونة، ودعوا ما أحدث المحدثون من التنازع في الدين، والجدال فيه المراء، فإن لزوم السنة عصمة بإذن الله لمن لزمها، والذي سنها كان أعلم بما في خلافها من الخطأ والزلل، وقد أنزل الله عز وجل في كتابه {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا #329# في حديثٍ غيره} ولو شاء أنزل في ذلك جدالاً وحججاً ولكنه أبى ذلك ونهاهم عنه، فقال: ولا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره. وقال: {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن} ولم يقل: حاجهم.