كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

758 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت أحمد بن أبي عمران يقول: حدثنا داود بن وهب قال: حدثني عبد الرحمن القواس، قال ابن أبي عمران: سمعت ابن الثلجي يقول: ما كان ببغداد أفضل منه، -يعني القواس- قال: قال لي معروف الكرخي: ما خبر أبي يوسف القاضي؟ قلت له: مريض، فقال لي: إن حدث به حدث فأخبرني ولا تخفه عني، قال: فمضيت من ساعتي لأتعرف خبر أبي يوسف، فلما صرت عند باب دار الرقيق إذا بجنازة أبي يوسف والناس معها، فمضيت مع الجنازة وقلت: إن رجعت إلى أبي محفوظ فاتتني الجنازة، ولم يدركها هو لبعد ما بينهما، فلما انصرفت أتيت معروفاً الكرخي فأخبرته وقلت له: لو رجعت إليك لم تدركها، فرأيته قد اغتم على تخلفه عنها، فقلت: وما يغمك من هذا؟ قال: إني رأيت في ليلتي هذه كأني أدخلت الجنة فرأيت قصراً، ووصف من حسنه، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: ليعقوب القاضي، فقلت: بأي شيء استحق هذا؟ قال: بتعليمه العلم، وبكثرة وقيعة الناس فيه.
759 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني أحمد بن أبي عمران قال: حدثني الحسين بن عبدويه الوراق قال: لما أخرجت جنازة أبي يوسف كان فيمن شهدها أبو يعقوب الخريمي، قال: #330# فجعل الناس يقولون: مات الفقيه مات الفقيه، فأنشأ أبو يعقوب يقول:
يا ناعي الفقه إلى أهله ... إن مات يعقوب وما يدري
لم يمت الفقه ولكنه ... حول من صدر إلى صدر
ألقاه يعقوب إلى يوسف ... فزال من طهر إلى طهرٍ
فهو مقيم فإذا ما ثوى ... حل وحل الفقه في قبرٍ

الصفحة 329