كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#331#
763 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: ثنا إبراهيم بن الجنيد قال: ثنا علي بن الجعد قال: سمعت أبا يوسف وسأله رجل فقال: يا أبا يوسف، يذكرون عنك أنك تجيز شهادة من يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على التأويل، فقال: ويحك هذا أضربه وأحبسه حتى يتوب.
764 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: أخبرني هارون بن محمد العباسي، عن عبد الله بن الحارث قال: قال بشر ابن الوليد القاضي: كان -والله- المأمون الخليفة حقاً، ما رأيت كان أشد عليه من الكذب، وكان يحتمل كل شيء في الإنسان غير الكذب، فقال لي يوماً: صف لي أبا يوسف القاضي فإني لم أره، فوصفته له فاستحسن صفته، وقال: وددت أن مثل هذا لحضرتنا فنتزين به.
765 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن خالد الكندي، عن إبراهيم بن الجراح قال: مرض أبو يوسف فأتيته أعوده فوجدته مغمياً عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، أيما أفضل في رمي الجمار، أن يرميها الرجل راجلاً أو راكباً؟ فقلت: راكباً، فقال لي: أخطأت، ثم قال: أما ما كان منها يوقف عنده للدعاء فالأفضل فيه أن يرميه راجلاً، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكباً، ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه وإذا هو قد مات، -رحمة الله عليه-.

الصفحة 331