كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

850 - قال أبو جعفر: فسمعت أحمد بن أبي عمران يقول: سمعت الطبري يقول: قال لي حميد ابن العباس -وكان هذا من كبراء أصحاب محمد بن الحسن وفقهائهم-: كانت الحلقة في المسجد يوم الجمعة ببغداد لبشر بن الوليد، فلم يزل كذلك ونحن نجالسه فيها حتى قدم محمد بن الحسن علينا، فأتيناه فكنا نتعلم منه مسائله هذه، ثم نأتي بشر بن الوليد فنسأله عنها، فنؤذيه بذلك، فلما كثر ذلك عليه ترك لنا الحلقة وقام عنها.
851 - قال أبو جعفر: فسمعت ابن أبي عمران يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن أبي مالك يقول: رأيت بشر بن الوليد يوماً عند أبي، وقد ذكر محمد بن الحسن فنال منه، فقال له أبي: لا تفعل يا أبا الوليد، ثم قال له: هذا محمد قد صار له في يد الناس ما صار من هذه الكتب التي فيها مسائله التي ولدها وعملها، فنحن نرضى منك: أن تتولى لنا وضع سؤال مسألة، وقد أعفاك الله عز وجل من جوابها.

الصفحة 357