868 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: كتب إلي أبو بكر الرازي من مكة يخبرني عن موسى بن نصر: عن هشام بن عبيد الله الرازي قال: قال لي محمد ابن الحسن: رأيتك تطوف ولم تضطبع، وقد جاء: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف الثلاثة الأشواط وهو مضطبع يرمل، قلت: وكيف الإضطباع فإذا هو قد لبس ملاته لبسة الصماء؟ قلت: هذه لبسة الصماء، قال: إنما الصماء أن يفعل هذا على غير إزار، فإذا كان عليك إزار فليست بصماء.
869 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: سمعت أبي محمد بن سلامة يقول: سمعت محمد بن علي بن معبد بن شداد العبدي يقول: سمعت أبي يقول: قدمت الرقة ومحمد بن الحسن قاض عليها، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فحجبت عنه، فانصرفت وأقمت بالرقة مدة لا آتيه، فبينا أنا في يوم من الأيام في بعض طرقاتها إذ أقبل محمد بن الحسن على دابته بهيئة القضاء، فلما رآني أقبل علي واستبطأني ووكل بي من يصير بي إلى منزله، فلما جلس في منزله أدخلت عليه، فقال لي: ما الذي خلفك عني مذ قدمت؟ فقد بلغني أنك هاهنا، فقلت له: أتيت منزلك فحجبت عنك، وإنما أتيتك كما كنت آتيك وأنت غير قاض، فساءه ذلك وغمه، فقال لي: أي حجابي حجبك؟ فظننت أنه يريد عقوبته فلم أخبره به، فقال لي: فإذا لم تفعل فإني أنحيهم كلهم، فقلت له: إذن تظلم من لم يحجبني، قال: فدعاهم جميعاً وقال لهم: لا يد لكم على أبي محمد في حجبه عني ثم التفت إلي فقال: إذا #364# جئت إلينا فلا يكون بيني وبينك إلا الستر الذي يستر الناس عني فتنحنح حينئذٍ أو سلم فإن كنت على حال يتهيأ لك الدخول فيها أذنت لك بنفسي وإن كنت على غير ذلك أمسكت فانصرفت فكنت آتيه بعد ذلك والناس على بابه فأتخاطهم وأتخطا حجابه حتى أصل إلى ستره فأتنحنح وأسلم فيقول لي: أدخل يا أبا محمد فأدخل، أو يمسك فأنصرف.