كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#367#
878 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: وكتب إلي أبو بكر محمد بن أحمد ابن العباس الرازي يخبرني: عن موسى بن نصر، عن هشام بن عبيد الله الرازي قال: خرجنا مع محمد بن الحسن من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما أتى ذا الحليفة تنحى عن الناس ناحية قريباً من مسجدها، فنزل ونزلنا معه، وذلك قبيل الظهر، فتنحى عنا أظنه لوضوئه وغسله، ثم لبس إزاراً ورداء، وحضرت الظهر فمشى ومشينا معه، حتى أتى مسجدها، فصلى بنا الظهر ركعتين، ولبى ولبينا معه، وقرن بين الحج والعمرة، ثم مضى إلى رحله وهو يلبي، وقد كان ساق هديه معه من المدينة وهو حلال، حتى إذا أحرم بذي الحليفة ولبى أمر الجمال فأشعر هديه وهي بدنة بسكين، ومحمد قائم ينظر إليه حتى أشعرها من الجانب الأيسر فوق الكتف في أصل مقدم السنام أسفل السنام حتى أظهر الدم وجللها.
879 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني محمد بن الحسن الكرخي قال: حدثني محمد بن علي السكيني قال: حدثني أبو خازم القاضي: أن هارون الرشيد لما دفن محمد بن الحسن الشيباني الفقيه، وعلي بن حمزة الكسائي أنشأ يقول:
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
هما عالمانا أوديا فتخرما ... فما لهما في العالمين نديد
880 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن #368# سلامة يقول: إن هارون الرشيد لما دفن محمد بن الحسن وعلي بن حمزة الكسائي قال: اليوم دفنت العلم والعربية، قال: ويقال: إنهما ماتا في يوم واحد.

الصفحة 367