كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

887 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني أحمد بن علي بن مصعب قال: لما مات محمد بن سماعة قال يحيى ابن معين: اليوم مات ريحانة أهل الري، ولوددت أن أصحاب الحديث يصدقون في الحديث كصدق محمد بن سماعة في الرأي.
888 - قال أبو جعفر: وسمعت أبا خازم القاضي يقول: سمعت بكراً العمي يقول: إنما أخذ ابن سماعة وعيسى بن أبان حسن الصلاة من محمد بن الحسن.
889 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: سمعت أحمد بن محمد بن سلامة يقول: سمعت بكار بن قتيبة القاضي يقول: سمعت هلال بن يحيى يقول: ما قعد في الإسلام قاض أفقه منه، يعني عيسى بن أبان يعني في وقته.
890 - حدثنا أبي قال: ثنا أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني أبو خازم القاضي قال: حدثني شعيب بن أيوب قال: لما أتى عيسى بن هارون إلى المأمون بتلك الأحاديث التي أخرجها على أصحابنا، وزعم أنهم خالفوها، قال المأمون لإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ولبشر وليحيى بن أكثم ولمحمد بن سماعة: إن لم تثبتوا الحجة لأصحابكم على هذه #371# الأقوال بمثل هذه الأخبار، وإلا منعتكم من الفتوى بهذا القول وجمعت الناس على خلافه، ولم يكن عيسى بن أبان يحضر معهم كان دونهم في السن، فوضع إسماعيل بن حماد كتاباً كان سباباً كله، وتكلف يحيى فلم يعمل شيئاً، وتكلف بشر فلم يعمل شيئاً، ووضع عيسى بن أبان كتابه الصغير، فأدخل على المأمون، فلما قرأه قال:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لذميم
قال أبو خازم: فسمعت الصريفيني شعيب بن أيوب يقول: قلت لعيسى ابن أبان: هل أعانك على كتابك هذا أحدٌ؟ قال: لا، غير أني كنت أضع المسألة وأناظر فيها سفيان بن سختيان.

الصفحة 370