كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#47#
صفة أخلاق أبي حنيفة وإكرامه لمجالسيه
13 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني محمد بن المبارك قال: ثنا الحسن بن إسماعيل بن مجالد قال: سمعت أبي يقول: كنت عند أمير المؤمنين هارون الرشيد، إذ دخل عليه أبو يوسف، فقال له هارون: يا أبا يوسف! صف لنا أخلاق أبي حنيفة، فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله عز وجل: {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ} وهو عند لسان كل قائل، كان والله أبو حنيفة علمي فيه شديد الذبّ عن حرام الله عز وجل أن يوقع فيه، مجانباً لأهل الدنيا في دنياهم، طويل الصمت، دائم الفكر، لم يكن مهذاراً ولا ثرثاراً، إن سئل عن مسألة كان عنده منها علم أجاب فيها على ما سمع، أو ما يتبينه قياساً في نحو معناها قال به، ما علمته يا أمير المؤمنين إلا صائناً لنفسه ودينه، مشتغلاً بنفسه عن الناس، لا يذكر أحداً إلا بخير. فقال هارون الرشيد: هذه أخلاق الصالحين.
14 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن أحمد بن سهل الترمذي قال: ثنا القاسم بن غسان قال: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: ذكر قوم يوماً أبا حنيفة بين يدي سفيان بن عيينة، فتنقصه #48# بعضهم، فقال سفيان: مَهْ، كان أبو حنيفة أكثر الناس صلاة، وأعظمهم أمانة، وأحسنهم مروءةً.

الصفحة 47