#77#
90 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو أحمد إبراهيم بن أحمد الترمذي قال: سمعت أبا نصر محمد بن محمد بن سلام البلخي قال: سمعت نصير بن يحيى البلخي يقول: قلت لأحمد بن حنبل: ما الذي نقمتم على هذا الرجل أعني أبا حنيفة؟ قال: الرأي، قال فقلت له: فهذا مالك بن أنس ألم يتكلم بالرأي؟ قال: نعم ولكن رأي أبي حنيفة خلد الكتب، فقلت: فقد خلد رأي مالك بن أنس الكتب، قال: أبو حنيفة أكثر رأياً منه، فقلت له: فهلاً تكلمتم في هذا بحصته وهذا بحصته، قال: فسكت.
91 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: سمعت أبا محمد القاسم بن جعفر بن محمد البصري المعروف بابن شدويه يحكي عن بعض أصحابه، عن أبي يوسف قال: أتيت أبا حنيفة فسألته عن مسألة فأجابني فيها بجواب، فقلت له: ما حجتك على هذا؟ قال لي: كذا وكذا، فقمت من عنده فمررت بابن أبي ليلى وابن شبرمة فسألتهما عن المسألة؟ فأجاباني فيها بغير جواب أبي حنيفة، فقلت لهما: ما حجتكما على هذا القول؟ فذكرا حجة لهما، فقلت: فإن غيركما يقول فيها كذا، ومن حجته كذا، فاستحسنا القول والحجة وقالا: بهذا نقول، قلت: فهو قول أبي حنيفة، فتركا ما استحسناه وأخذا في ذمه، فقمت من عندهما مغموماً، فرجعت إلى أبي حنيفة، فقال لي: ما وراءك؟ فأخبرته، فقال لي: أهون عليك، ثم تمثل بهذه الأبيات:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظاً بما يجد
#78#
أنا الذي يجدوني في حلوقهم ... لا ارتقى صعداً فيها ولا أرد