كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#79#
95 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: حدثني محمد بن حبيب قال: حدثني جعفر الحداد الفرائضي قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: قلت لأبي: يا أبه مالي أرى الناس قد وقعوا في صاحبك أعني أبا حنيفة؟ وقالوا فيه فأكثروا؟ قال: أي بني، لم يكن بالكوفة أحد إلا وله عشيرة تتقي غيره، فإنه كان رجلاً من الموالي، وبعد ذلك فوالله ما بقي منهم أحد إلا أتاه واقتبس من علمه خلا شريك بن عبد الله، فلم يزل التقصير يعرف فيه حتى لقي الله عز وجل.
96 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلامة قال: ثنا بكار بن قتيبة القاضي قال: ثنا هلال بن يحيى قال: ثنا يوسف بن خالد السمتي قال: أتيت أبا حنيفة فاستأذنته في الرجوع إلى البصرة، وكان قد توفي بها من أهلي عدد كثير وتناسخت فيهم مناسخات حتى كدت أن لا أقف على مواريثهم لطول مقامي على أبي حنيفة، فقال لي: إنك تقدم على قوم لم يعنوا بالفقه عنايتك، فإن ذكرتني لهم سبوني، ولكن أذكر لهم أقوالي، فإذا ذكرتها استحسنوها ذكرتني لهم حينئذٍ.
97 - قال أبي: فقال لي أبي: قال لي أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة: فذكرت ذلك لأبي خازم القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز فقال لي: سمعت أحمد بن عبده يقول: لما قدم يوسف بن خالد البصرة كان يأتي عثمان البتي، وهو رئيسها وفقيهها، فيناظره ويذكر له خلاف أبي حنيفة إياه فيضربونه ويسبون أبا حنيفة، فلم يزالوا كذلك حتى قدم زفر بن الهذيل البصرة، فكان أعلم بالسياسة منه، فكان يأتي حلقة البتي فيناظرهم ويتبع أصولهم ثم يسألهم #80# عن فروعهم، فإذا وقف على خروجهم عن الأصل ناظر البتي عليه حتى يتبين خروجه عن أصله، فيستحسن أصحاب البتي ذلك منه، فيقول لهم: في هذا الباب أحسن من هذا، فيذكر لهم قول أبي حنيفة وحجته، فإذا بان لهم وشهدوا بذلك، قال لهم: هذا قول أبي حنيفة، فما مضت الأيام حتى تحولت الحلقة إلى زفر وبقي البتي وحده.

الصفحة 79