كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

125 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني محمد بن المبارك المصيصي قال: حدثني محمد بن مليح بن وكيع بن الجراح قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد بن كميت قال: قال لي شريك بن عبد الله قال: كنا مع جنازة غلام من بني هاشم، وقد تبعتها وجوه الناس وأشرافهم، وأنا إلى جنب ابن شبرمة أماشيه، إذ قامت الجنازة، فقيل: ما للجنازة لا تنبعث؟ قالوا: خرجت أمه والهة عليه بارزة وكان وجهها جميلاً، فحلف أبوه بطلاقها ثلاثاً لترجعن، وحلفت هي بصدقة ما تملك وعتق ما تملك #89# لا رجعت حتى يصلى عليه، وكان يومئذ مع الجنازة فقهاء، فاجتمعوا لذلك، وسئلوا عن المسألة، فلم يكن عندهم جواب حاضر، فهتف بالنعمان بن ثابت فجاء مغطى الرأس، والمرأة والزوج قائمين، فقال للمرأة: علام حلفت؟ قالت: حلفت بكذا، وقال للرجل: علام حلفت؟ قال: بكذا، قال: ضعوا السرير فوضع ثم قال للرجل: تقدم صل على ابنك، فلما صلى، قال: ارجعي، قد خرجت من يمينك، احملوا ميتكم، فاستحسنها الناس، فقال ابن شبرمة فيما حكى عنه شريك: عجزت الناس أن يلدن مثل النعمان.

الصفحة 88