كتاب فضائل أبي حنيفة وأخباره لابن أبي العوام

#99#
143 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: أخبرني محمد بن شجاع قال: سمعت الحسن بن أبي مالك يقول: عن أبي يوسف قال: كان أبو حنيفة إذا وردت عليه المسألة قال: ما عندكم فيها من الآثار؟ فإذا روينا الآثار وذكرنا وذكر هو ما عنده نظر، فإن كانت الآثار في أحد القولين أكثر أخذ بالأكثر، فإذا تقاربت وتكافأت نظر فاختار.
144 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني محمد بن حماد قال: ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يذكر: عن عبد الله بن المبارك قال: سألت أبا عبد الله سفيان بن سعيد الثوري عن الدعوة للعدو أواجبة هي اليوم؟ فقال: قد علموا على ما يقاتلون، قال ابن المبارك: فقلت له: إن أبا حنيفة يقول في الدعوة ما قد بلغك، قال فصوب بصره وقال لي: كتبت عنه؟ قلت: نعم، قال فنكس رأسه ثم التفت يمنياً وشمالاً، ثم قال: كان أبو حنيفة شديد الأخذ للعلم، ذاباً عن حرام الله عز وجل عن أن يستحل، يأخذ بما صح عنده من الأحاديث التي تحملها الثقات وبالآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أدرك عليه علماء الكوفة، ثم شنّع عليه قوم نستغفر الله، نستغفر الله.
145 - حدثني أبي قال: حدثني أبي قال: حدثني أحمد بن محمد بن #100# سلامة قال: حدثني إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي قال: ثنا سليمان بن أبي شيخ قال: ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبي كامل الحنفي قال: قال لي الأعمش: لم ترك صاحبكم -يعني أبا حنيفة- قول عبد الله بن مسعود: ((بيع الأمة طلاقها))؟ قال: قلت له: لما حدثته أنت: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أنها ابتاعت بريرة فأعتقتها ولها زوج، فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختارت نفسها. قال: لا يكون التخيير إلا والنكاح قائم، فقال لي الأعمش: لقد ألطف.

الصفحة 99