كتاب تحفة المحبين والأصحاب فى معرفة ما للمدنيين من الأنساب

بها ورقي إلى أعلى الرتب. وتلقن الذكر، ولبس الخرقة وأخذ الطريق من مشايخ عدهم عند الشدائد عدة، أجلهم والده المرحوم. وأقام بمكة المكرمة نحو سبعة عشر سنة، مجاوراً بها على العبادة الطاعة بحسب الاستطاعة. وحج نحو اثنتين وعشرين حجة. وارتحل إلى اليمن الميمون في سنة 1172. وزار من بها من العلماء والأولياء الأموات والأحياء، وحصلت له بركتهم، ونالته كرامتهم.
واجتمع بالإمام المهدي العباسي بن الهمام المنصوري الإمام المتوكل على الله، وحصل له من هذا الإمام غاية الإعزاز والإكرام. وامتدحه بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وامتدح وزيره الفقيه أحمد النهمي، ونقيبه الأمير الماس المهدي. ومدح غيرهم من الأمراء والكبراء. وجمع رحلة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " قرة العيون في الرحلة إلى اليمن الميمون " وغيرها من الرسائل والمجاميع. وقد حفظ في أيام الصبى عدة متون في عدة فنون.
وتزوج خديجة بنت الشيخ سعيد عبد العال المالكي. وولدت له محمداً جمال الدين سنة 1149 وتوفي صغيراً. وفاطمة، وعبد الرحيم، وعباساً، ماتوا صغاراً. وتوفيت بالطائف.

الصفحة 28