كتاب تحفة المحبين والأصحاب فى معرفة ما للمدنيين من الأنساب

ويرجعون عليه بالمنع، ولا يبيت فيه إلا الفراش ليطفئ القناديل، وفتح الباب للمؤذن، وكنس المسجد والروضة والحجرة كل جمعة، وعلوة خاصة مع شيخ الخدام في كل عام، وفرش بساط أمير المدينة، والبخور بالمسجد أيام الجمع خادم خاص نيابة عن صاحب الوظيفة. وكذلك البخور عقب إطفاء القناديل صوناً لتلك الرائجة الكريهة " انتهى كلام الحافظ السخاوي.
يقول كاتبه - لطف الله به - وهم اليوم - أعني الخدام - لا يطلق عليهم إلا لفظ الآغوات كأنه علم عليهم بالغلبة. وعدتهم نحو أربعين خبزياً منهم ستة عشر بواباً للحجرة المطهرة ونحو أربعين بطالاً كلما مات واحد من الأربعين الخبزية طلع محله واحد من الأربعين البطالين. وهلم جرا. وهم في غاية النظام، ونهاية الانتظام. ويرد لهم من طرف الدولة العلية ثلاثة آغوات: شيخ المحرم، وواحد نائب الحرم، وواحد خزين دار الحرم.
فأما شيخ الحرم فله جميع أحكام السياسة بالمدينة المنورة.
وأما نائب الحرم فيقوم مقام شيخ الحرم إذا مرض أو مات حتى يأتي الجواب من الدولة العلية. وله النظر على كثير من الأوقاف بالمدينة المنورة. فمن أعظمها النظر على التكية المرادية.

الصفحة 56