كتاب حركة التجديد والإصلاح في نجد

بابهم من الرؤساء العظماء من أقاصي الأقطار وما حمل إليهم من الأموال والسلاح والخيل الجياد التي لا يدركها العد والتذكار لجمعت فيها عدة أسفار ولكنني قصدت الإيجاز بالاختصار"1
أما الشخصية الرابعة في القيادة السياسية الإصلاحية فهو الإمام سعود بن عبد العزيز وهو الذي بلغت الدعوة الإصلاحية في عهده أوجها وأعطت أكبر نتائجها. وهو من الشخصيات الفذة لا يقل عن سابقه في الورع والإخلاص لدينه وأمته والنظافة في تاريخه والعطف على رعيته وسيرته الذاتية صورة مشرقة تمثل حياة المسلم في أتم صورها. وصف ابن بشر وصاياه لرعيته فقال: "وكان أول ما يصدر النصيحة بالوصية بتقوى الله تعالى ومعرفة نعمة الإسلام ومعرفة التوحيد والاجتماع بعد الفرقة ثم الحض على الجهاد في سبيل الله ثم الزجر عن جميع المحظورات من الزنى والغيبة والنميمة وقول الزور والمعاملات الربوية وغير ذلك"2
وختم وصف حياة الإمام سعود المؤرخ ابن بشر بقوله: "وبالجملة فمحاسن هؤلاء الأمجاد وفضائلهم ومحامدهم التي ملأت أقطار البلاد الذي أزال الله بأولهم الجهل عن الناس والمحن وبآخرهم الظلم والجور والبغي والفتن لو جمعت لبلغت أسفارا من الكتب ولرأيت العجاب والعجب وكفى بفضلهم ما تقدم قبل أولهم وآخرهم من المنكرات. فبدلوا جهودهم في زوالها حتى انطمست معالمها وعمل بالطاعات أعني بأولهم محمدا وابنه عبد العزيز وابنه سعود وبآخرهم تركي وابنه فيصل قاتل البغاة ونقاض العهود"3
والإمام عبد الله بن سعود رحمه الله كان من أفضل الناس سيرة وأربطهم جأشا وأشجع آل سعود. وهو لا يقل عن سابقيه في سيرته الذاتية وكفاءته وقدراته وإخلاصه لهذه الدعوة فسار بالناس سيرة حميدة حذا فيها حذو سابقيه واقتفى سننهم فكان كثير الطاعة عفيف اللسان نظيف اليد طاهر الجيب عطوفا على رعيته
__________
1 عنوا ن المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج 1 ص 130.
2 المرجع السابق ص 167.
3 المرجع السابق ص 176.

الصفحة 198