كتاب حركة التجديد والإصلاح في نجد

وسماحته وورعه وسيرته الذاتية سيرة عطرة. وهو يبذل في سبيل الإصلاح كل ما يستطيعه لا يألو في ذلك جهدا ولا يبخل بمال أو جاه أو وقت حتى صار شخصية عالمية في مكانه ونفعه لكل مسلم.
ولو ذهبت لأعدد أسماء وأعمال من عرفنا من تلاميذ هذه المدرسة الإصلاحية لطال البحث وتشعب وخرج بنا عما نحن بصدده ولكنها أمثلة قليلة من مدرسة واسعة سعد الناس في ظلها بالعيش في رحاب الإسلام الواسعة ردحا من الزمن. نرجو الله أن لا يتوقف مدها ولا تنقطع نماذجها الفريدة في مستقبل حياتنا وحياة الأجيال القادمة إن شاء الله تعالى.
ولهذا فإن من الآثار المهمة التي حققتها هذه الدعوة المباركة المربط بين العلم النافع والعمل الصالح والقدوة الحسنة والمثال الكريم، وتجسيد هذا الدين بتعاليمه السمحة في شخصيات قائمة في كل جيل من أجيالها يمثل كل منها هذا الدين في سيرته الذاتية وتصرفاته الخاصة والعامة وحمل هذا الدين رسالة في عنقه ووظيفة في حياته وثقة بالنصر والتأييد لا يتطرق إليها الشك مهما اشتدت الظروف والأحوال والتحرك بهذا الدين قولا وعملا وممارسة واعتقادا وسلوكا. وبهذا ظل أثر هذه الدعوة مستمرا وعطاؤها متدفقا والحمد لله، لا في جزيرة العرب وحدها ولكن في العالم الإسلامي وبدرجات متفاوتة.
1- ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب على غيره:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من علماء نجد كغيره من العلماء في تحصيل العلم والمكانة الاجتماعية، ولكنه تميز عن العلماء بأنه رجل دعوة إصلاحية تجديدية شاء الله أن تكون هداية الأمة في شبه جزيرة العرب على يده، هيأ نفسه للقيام بهذا الواجب واستثمر مواهبه في هذه المهمة وتحمل في سبيلها ما استطاع تحمله حتى عرض نفسه وحياته للموت. وقام كثير من العلماء والعامة في وجه دعوته وألبوا الناس عليه ورموه بكل داهية ووصفوه بكل نقيصة وأشاعوا عنه مقولات ونسبوا إليه

الصفحة 219