كتاب حركة التجديد والإصلاح في نجد

يصعدون إليه بألواحهم ويعرضون عليه خطوطهم فمن تحاسن خطه منهم أعطاه عطاء جزيلا وأعطى الباقين دونه"1 بل تجاوز الأمر مجرد العطاء المقطوع إلى تخصيص رواتب ومخصصات لطلاب العلم، يقول الشيخ عثمان بن بشر رحمه الله في ترجمته له:"وكان كثيرا ما يكتب لأهل النواحي بالحض على تعلم القراء ة وتعلم العلم وتعليمه ويجعل لهم راتبا في الديوان. ومن كان منهم ضعيفا يأمره بأن يأتي إلى الدرعية ويقوم بجميع نوائبه"2
وبهذه العناية أقبل الناس على طلب العلم تعلما وتعليما وممارسة في وظائف الدولة في القضاء والإفتاء والخطابة والإمامة بالمعروف والنهي عن المنكر وجباية الزكاة وقيادة الجيوش إلى غير ذلك فأغنوا هذه الحركة الإصلاحية بالكفاءات العلمية القادرة على حمل تبعات هذه الدعوة وضمان استمرارها فاعلة.
كما تركت لنا هذه المدرسة ثروة مهمة من الكتب في مختلف العلوم الشرعية والعربية مثلت رافدا حيويا في حياة هذه الأمة يعطى صورة واضحة عن هذه المدرسة الإصلاحية وثمارها يعد ثمرة عظيمة من ثمار هذه الحركة الإصلاحية.
1- إحياء روح التكافل الاجتماعي:
إذا كان مبدأ التكافل الاجتماعي بشقيه المادي والأدبي قبيل الدعوة الإصلاحية في نجد قد ضعفت إلى درجة شديدة وانحصر في نطاق محدود في ظل الانقسامات والفرقة التي تكرست في تلك المنطقة لانعدام السلطة القادرة على تحقيق الوئام ورعاية المصالح فإن من الثمار العظيمة التي أفرزتها حركة الإصلاح هذه أنها قامت على وجوب معرفة الحق واتباعه ومعرفة الشر تركه والانصراف وتكوين وسط اجتماعي متراحم في أمور الدين والدنيا معا.
__________
1 عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج 1ص 129.
2 المرجع السابق ج 1ص 130.

الصفحة 228