كتاب حركة التجديد والإصلاح في نجد

وبهذه الأمور مجتمعة وغيرها في ظل هذه الدعوة الإصلاحية تكافل اجتماعي مادي وأدبي بعد ثمرة طيبة من ثمار هذه الحركة الإصلاحية امتدت آثارها أزمانا طويلة تحققت في ظلها أخوة الدين وتراحم المجتمع ورفع كثير من معاناة فئات كثيرة من المجتمع وأقامت مجتمعا يقظا البنية يرفض وأخذ بأسباب العافية في الدنيا والآخرة.
1- كان أسباب تدهور الحياة الاقتصادية في منطقة نجد وما حولها قبل الدعوة الإصلاحية فيها انعدام الأمن وانقطاع السبل وغارات الناس بعضهم على بعض وتعرض الثمار للنهب وقطع أصول الأشجار المثمرة كالنخل وغيره وندرة العملة في أيدي الناس بحيث أصبح كل مزارع أو صاحب حرفة يعتمد على مجهوده الشخصي وأولاده فقط إذ لا يستطيع أن يؤجر من يعينه في مزرعته أو حرفته حتى يوسع إنتاجه بل قل من يشتري الإنتاج كذلك زراعيا كان أو صناعيا.
ولما قامت هذه الحركة الإصلاحية وضعت نصب عينها إقامة قيادة سياسية مؤمنة قادرة على توطيد الأمن وتأمين السبل وحفظ الأموال في أيد أربابها من غارات الأعراب وهجمات اللصوص وقطاع الطرق، وإقامة مبادئ الدين في مختلف جوانب الحياة الدينية والاجتماعية. وبدأت هذه الدعوة تسعى في تحقيق أهدافها مبتدئة بالأدنى فالأدنى حتى توسعت آثارها فشملت معظم شبه جزيرة العرب من سواحلها الشرقية إلى سواحلها الغربية. وتحقق في ظل تلك الحركة من الأمن وحفظ الحقوق وإيقاظ الوازع الديني المعطاء ما جعل المنطقة في أفضل وضع يمكن من نمو الحياة الاقتصادية في جوانبها المختلفة.
ففي مجال الزراعة أمن الناس على محاصيلهم ووسعوا من ناحية مزارعهم واستعانوا بجهود غيرهم في تنشيط زراعتهم وتحقيق عائدات أكبر ووجدت لتصريف ما يزيد على حاجتهم بأقيام مناسبة.

الصفحة 230