كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

إن كان أسفلهما وأعلاهما جلد مخروز. وباللفظين أول المسألة رويناهما عن ابن عتاب. وسبب إثباتها (¬1) في بعض الروايات وسقوطها من بعضها ما ذكر بعض المختصرين الجوربين وأسقطه غيره، وتفسير (¬2) من فسر الجرموقين بالخف الغليظ (¬3)، أو بلبس خف على خف (¬4) خارجاً (¬5) من "المدونة", لأنه أدخل المسألة بإثر مسألة: من لبس خفين على خفين، قال: "يمسح الأعلى منهما (¬6) "، ثم قال ابن القاسم: "وكان مالك يقول في الجرموقين" (¬7)، وساق المسألة. وهما عند ابن القاسم بمعنى الجوربين، وأنهما خفان من غير جلد خرز عليهما جلد على ما جاء في كلامه في الكتاب (¬8). وقال بعض المتأخرين من البغداديين (¬9): إن قول مالك/ [خ 23] اختلف في المسح على الخفين يلبسان على خفين، وأرى ذلك مما ذكرناه من سياق مسألة الجرموقين بإثر المسألة وكون ذلك عندهم خفان على ما تقدم (¬10). وقال بعض المتأخرين: إنما اختلف قوله إذا لبس الأعليين قبل أن يمسح على
¬__________
(¬1) كذا في خ وس وح وم وط: إثباتها ... وسقوطها، وفي البقية: إثباتهما ... وسقوطهما. ولعله الصحيح.
(¬2) في س وع وح وم وط ول: وليس من فسر، وفي ق: وتفسير من فسر، وكتب بالطرة: وليس. وإثباتها يوافق نصب قوله بعد هذا: خارجا.
(¬3) هو ابن حبيب كما في التبصرة: 1/ 18 أ، قال: هو الخف الغليظ لا ساق له، وذكره عنه في المنتقى: 1/ 78.
(¬4) عزاه في المنتقى: 1/ 78 لابن القصار، وهو ما يفهم من كلام القاضي عبد الوهاب في المعونة: 1/ 138.
(¬5) في ع وح: خارجان.
(¬6) المدونة: 1/ 40/ 10.
(¬7) المدونة: 1/ 40/ 11.
(¬8) وفي الطبعتين: الجوربين.
(¬9) عزاه ابن يونس في الجامع: 1/ 53 لبعض الأصحاب البغداديين، ثم خص الأبهري، وهو قول الجلاب في التفريع: 1/ 200. ونسبه الباجي للأبهري في شرح المختصر. (انظر المنتقى: 1/ 78).
(¬10) كذا في خ، وفي ق وع وح ول وم: خفان على خفين على ما تقدم. وفي س: عندهم خفين على خفين على ما تقدم.

الصفحة 103