كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)

القاطع بالسيفين ليسا مثله، والفرس الجواد (¬1) في قُرْح (¬2) من الخيل، فلم ينص فيها على واحد بواحد (¬3). وقال يحيى بن سعيد وابن المسيب (¬4): "إن الناقة الكريمة تباع بالقلائص (¬5) إلى أجل، والعبد الفاره (¬6) يباع بالوصفاء (¬7) إلى أجل، والشاة الكريمة ذات اللبن تباع بالأَعْنُق (¬8) من الشاء. ولم يذكر ابن المسيب في العبد الفراهة ولا ذكر الشاة (¬9). فإنما أجازوا هذا كله وبيع الكبير بصغاره عند كثرة العدد في الجهة الواحدة.
وقد يجاب عن هذا أن ذات الصفات المقترنة مع الكبر هنا من الكرم وغيرها (¬10) لو سلمت (¬11) في كبير ليس بتلك الصفة لجاز، فلا تأثير لذكر صغر القلائص والوصفاء هنا. وقد يكون هذا جواباً لمسألة ابن القاسم في العبد الذي (¬12) خرج فضل الخلاف منها. لكن عند بعض الشيوخ متى لم يكن إلا واحداً بواحد - وكان الفضل مجردا من جهة واحدة - لم يجز
¬__________
(¬1) هو السريع. انظر اللسان: جود.
(¬2) في اللسان: قرح: فرس قارح إذا انتهت أسنانه، وإنما تنتهي في خمس سنين، لأنه في السنة الأولى حولي، ثم جذع، ثم ثني، ثم رباع، ثم قارح ... وجمعه: قُرْح وقُرّح.
(¬3) ترك في ز بعد هذا بياضا قدر كلمة مصححاً عليه.
(¬4) المدونة: 4/ 3/ 11.
(¬5) مفردها: قَلوص، واختلف في معناها ومنه: الفتية من الإبل كالفتاة بالنسبة للمرأة، وقيل: كل أنثى من الإبل حين تركب إلى أن تبزل ... انظر اللسان: قلص، وانظر تفسير المؤلف لها بعد هذا، وفي المشارق: 2/ 184.
(¬6) في اللسان: فرُه: الغلام الفاره: الحسن الوجه والحاذق.
(¬7) قال في اللسان: وصف: مفرده وصيف، وهو الخادم.
(¬8) كذا في ز وخ وطبعة دار الفكر: 3/ 119/ 8. وفي ق وطبعة دار صادر: العنق، وانظر ضبط المؤلف له بعيد هذا.
(¬9) هذا النص بتمامه منسوب ليحيى بن سعيد وحده في المدونة: 4/ 4/ 8.
(¬10) كذا في خ وق وس وح وع، وفي حاشية ز أن ذلك خط المؤلف، وأصلحه الناسخ: وغيره. وهو المناسب للسياق.
(¬11) في ق: لو أسلمت.
(¬12) هل هي "التي"؟

الصفحة 1031