كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)
السلم، وهي زيادة في السلم حتى يكون فيما ليس فيه ذاك (¬1) الفضل معنى آخر ومنفعة أخرى. وإلى هذا أشار اللخمي (¬2)، فإذا كان الفرس جواداً سابقاً لم يصح عنده سلمه في فرس ليس بجواد ولا سابق حتى يكون هذا الآخر سميناً جميلاً، أو حمالاً أو هملاجاً (¬3) في السير، أو فحلاً للإنزاء (¬4)، فتتعارض المنافع وتصح، وإلا فانفراد ذلك بسبقه زيادة في السلف. ومذهب أبي محمد في الثياب واعتراضه بها بمسألة (¬5) الحيوان التفات إلى ما أشار إليه (¬6). وقد جوز في الكتاب (¬7) العبد التاجر في الذي ليس بتاجر/ [ز 225]، وهذا لأن الآخر يراد للخدمة ولمنفعة غير التجارة مما لا يستخدم ويمتهن فيه العبد التاجر، ولا يطيقه (¬8).
وقول يحيى بن سعيد (¬9) في العبد الفاره، على القول بأن الجمال مراعى في الرقيق. وهو نحو ما له في الغلام الأمرد الجسيم الصبيح (¬10) وإجازته له بوصيفين، فجعل الجمال في الذكور والفراهية غرضاً. وقد تكون الفراهة (¬11) هنا بالنجابة والتمييز (¬12) بالتجارة أو الصناعة وظهوره في ذلك (¬13).
¬__________
(¬1) هكذا هو في خ، وفي حاشية ز كتب قريباً من تلك الصورة. وكتب الناسخ فوقه: مشكل، وأصلحه في المتن: ذلك وهو ما في ق وع وم.
(¬2) نقله عنه في التوضيح: 1/ 183 - 184.
(¬3) في العين: هملج: الهملجة: حسن سير الدابة في سرعة وبخترة.
(¬4) في اللسان: نزا: هو الضِّراب والإرسال على الإناث بغرض الحمل.
(¬5) صحح في ز على: بها، وصحح في خ على: بمسألة.
(¬6) انظر البيان: 7/ 147.
(¬7) المدونة: 4/ 3/ 2.
(¬8) في ص وع وم: ولا يظهر. وليس هذا ظاهراً.
(¬9) المدونة: 4/ 4/ 8.
(¬10) انظر المدونة: 4/ 4/ 1.
(¬11) صحح عليها في ز، وفي ق: الفراهية.
(¬12) كأنها في خ: والتميز، ولعله الأرجح.
(¬13) علق أبو الحسن الصغير في التقييد: 3/ 46 على هذا وقال: من هنا أخذ عياض أن الجمال يراعى على قول يحيى بن سعيد، وهذا ليس ببين؛ لأنه أخذ ذلك عما ترتب في ذمة المسلم إليه عبدين مثل العبد الذي أسلم فيه إليه.