كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)
كتاب ابن عيسى وكذا في أصل "الأسدية": البقرة، وكذا في جل الروايات (¬1). وقد ذهب ابن حبيب (¬2) إلى أن الحرث إنما يراعى في الذكور لا في الإناث. وما في "الأسدية" يرد عليه، وهو المعروف من مذهب ابن القاسم أن الحرث مراعى في الذكور والإناث.
والعبدان الأَشْبانيان (¬3)، بفتح الهمزة، يريد من سبي الأندلس، وكانت الأندلس قديماً تسمى أَشبانية (¬4)، بتخفيف الياء. وقال البلوطي (¬5): هو بكسر الهمزة (¬6). والمعروف الأول، وبه قالوا: سميت مدينة أشبيلية وأصله اسم ملك كان بها في القديم يقال له: أشبان (¬7). ويقال: كان اسمه أصبهان فغيرته العجم (¬8).
وذكر مسألة شراء العبد بالعبدين النوبيين (¬9)، تأملها مع كراهة من كره بيعهم، وذكروا أن لهم عهداً (¬10). وقد قيل: لعله فيما باعوه من عبيدهم، أو
¬__________
(¬1) وهو ما في الطبعتين؛ طبعة دار الفكر: 3/ 118/ 9.
(¬2) انظر قوله في النوادر: 6/ 14، والتوضيح: 1/ 185.
(¬3) المدونة: 4/ 3/ 2.
(¬4) في الروض المعطار: 32 أنها في اللغة اليونانية: أشبانيا.
(¬5) يعني منذر بن سعيد القاضي، تقدمت ترجمته. ولعل قوله هذا في كتابه في شرح غريب المدونة ...
(¬6) هكذا ضبطه الجبي أبضاً في شرح غريب ألفاظ المدونة: 60 وزاد قوله: منسوب إلى أشبانيا، ويقال: إنها الأندلس بلسان العجم، ويقال إنها إشبيلية فيما يحكيه نصارى الأندلس.
(¬7) قال في الروض المعطار: 58 يذكر أهل العلم باللسان اللاتيني أن أصل تسميتها: إشبان ومعناها المدينة المنبسطة ... ويقال: أشباني، اسم خاص ببلد إشبيلية الذي ينزله إشبان بن طيطش، وباسمة سميت الأندلس أشبانية. وانظر أيضاً: 32.
(¬8) انظر كل هذا الذي لدى المؤلف وزيادة في نفح الطيب 1/ 134 وما بعدها. وانظر كتاب "فرحة الأنفس" للجغرافي الأندلسي ابن غالب في مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد: 1 الجزء: 2/ 307 فقد قال: تأويل إشبيلية أنها مبنية على سبخة.
(¬9) النسبة إلى بلاد النوبة جنوب مصر، وانظر معجم البلدان: 5/ 309.
(¬10) جاء في العتبية كما في البيان: 4/ 171، والنوادر: 3/ 69: روى أشهب عن مالك - وسئل عن أسير النوبة والبجة - وبيننا وبينهم هدنة؛ يعطينا النوبة رقيقاً ونعطيهم =