كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)

أبي نجيح عنه في كتاب السلم (¬1). وهو قرشي مكي. قال ابن أبي زمنين: ابن أبي كثير غلط، وهو ابن كثير القارئ (¬2)، كذا رأيته لكثير من أهل البصر بالحديث. قال القاضي الباجي: ليس هو ابن كثير القارئ.
قال القاضي رحمه الله: ابن كثير القارئ مكي أيضاً، لكنه مولى بني (¬3) كنانة، وأصله فارسي (¬4).
وقوله (¬5): "في الذي أسلم في حائط بعد ما أرطب، أو زرع بعد ما أفرك واشترط أخذ ذلك تمراً أو حنطة، وأخذ ذلك وفات. قال: ليس (أخذه) (¬6) من الحرام البين الذي أفسخه إذا فات، ولكني أكره أن يعمل به، فإذا عمل به وفات فلا أرد ذلك".
اختلف في تأويل الفوات هنا لاحتماله:
فمذهب أبي محمد أنه القبض، وعليه اختصره. ويدل عليه قوله في السؤال: وأخذ ذلك وفات. ومثله في كتاب ابن حبيب.
وذهب غير أبي محمد إلى أن الفوات هنا بالعقد، ويدل عليه قوله في
¬__________
(¬1) باب السلم في كيل معلوم.
(¬2) ضبب عليها في خ وز، وفي حاشية ز مرض على "القارئ"، وكتب في الطرة: صححه. وفي طرة خ أيضاً: صححه، وفوقها: كذا.
(¬3) في خ: لبني.
(¬4) ذكر المزي في تهذيب الكمال: 16/ 216 ضمن شيوخه ابن كثير القارئ وحده. وقال ابن حجر في التهذيب 5/ 322: عبد الله بن كثير الداري المكي القارئ مولى عمرو بن علقمة الكناني، روى عنه ابن أبي نجيح. وقال في ترجمة عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي: زعم الجياني أن ابن كثير هذا هو الذي أخرج له الجماعة من روايته عن أبي المنهال عن ابن عباس حديث السلم فقال: زعم القابسي أن ابن كثير هذا هو القارئ، وهو غير صحيح، وابن كثير هذا هو السهمي، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد ... قلت (القائل ابن حجر): والذي قاله القابسي هو الذي عليه الجمهور. انظر التهذيب: 5/ 321.
(¬5) المدونة: 4/ 10/ 7.
(¬6) سقطت من خ وق، وخرج إليها في ز.

الصفحة 1044