كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)
وتأول آخرون أن معنى مسألة الكتاب مسح الذراع الأيمن (¬1) إلى آخر الأصابع بدليل قوله: "ويمر اليسرى أيضاً كذلك (¬2) "، ولا يختلفون في الانتهاء في اليسرى إلى آخر الأصابع، وتأولوا قوله: (ويمر اليسرى) (¬3) - في رواية من روى: إلى الكف أو الكفين، وزاد هذه الزيادة - أن معنى ذلك إلى جهة الكف سائراً إلى أطراف الأصابع (¬4). وأما على إسقاطها فتأويلهم بين، والأول بعيد منها.
وقوله (¬5): "وإن تيمم المسافر في أول الوقت وهو يعلم أنه يصل إلى الماء في الوقت أعاد في الوقت إذا وجد الماء"، حملها غير واحد على أنه على يقين (¬6) من وجود الماء، وكذا اختصرها اللخمي (¬7). واختصرها حمديس: وهو يطمع (¬8)، وذكر قوله في "المبسوط" فقال: وهو يظن (¬9). وظاهر هذا أن الموقن بخلافه - على ما في كتاب ابن حبيب (¬10) - وأنه يعيد أبداً (¬11)، وأن الظان والطامع كالخائف (¬12) ألا يبلغ الماء (¬13). وجمع بين اللفظين بعض شيوخنا، وقال: إذا كان على يقين من الماء أو غلب على
¬__________
(¬1) في ق: اليمنى.
(¬2) في ل: ويمر أيضاً اليمنى على اليسرى كذلك.
(¬3) سقط من خ وس وع وح وم.
(¬4) في التقييد 1/ 86: هذا التأويل للقابسي وأبي محمَّد.
(¬5) المدونة: 1/ 42/ 5.
(¬6) في ق: على غير يقين. وهو مرجوح.
(¬7) التبصرة: 1/ 22 أ.
(¬8) ذكر المازري هذا عنه في شرح التلقين: 1/ 300.
(¬9) نقله المازري أيضاً.
(¬10) كذا في خ وس وع وح ول، وفي ق: على ما يأتي في كتاب ... وفي م: على ما يأتي في ظاهر كتاب ...
(¬11) حكاه في النوادر: 1/ 116، والجامع: 1/ 56، والتبصرة: 1/ 22 أ، وضعفه.
(¬12) كذا في خ، وفي ق: فإن الظان والطامع هو الخائف، وفي س وع وح وم ول والتقييد: 1/ 86: وأن الظان والطامع والخائف.
(¬13) زادت ل هنا: هو الذي يعيد، أظنه في الوقت استحساناً.