كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

رحمه الله - في سنة سبع وتسعين وبعدها، وناظرت عليه فيها غير مرة قبل التاريخ وبعده، وقرأ علينا أكثرها بلفظه، وأجازني بجملتها وحدثني بها عن القاضي أبي عبد الله - محمَّد بن خلف بن المرابط (¬1) - عن أبي الوليد محمَّد بن عبد الله بن ميقل (¬2) عن أبي محمَّد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي (¬3) عن أبي الحسن علي بن مسرور (¬4) عن أحمد بن داود (¬5) عن سحنون.
¬__________
(¬1) قال عنه ابن بشكوال في الصلة 3/ 815: روى عن أبي عمر الطلمنكي والمهلب بن أبي صفرة وأبي الوليد بن ميقل، وتوفي 485. وقال المؤلف في المدارك: 8/ 184 - كما في مختصره لابن حمادة -: رحل إليه الناس وسمعوا، ومنهم شيخنا أبو عبد الله التميمي. ألف في شرح البخاري كتاباً حسناً. وهو من أهل الفضل والفقه والتفنن.
(¬2) في ع وح ول: منقل، وفي م: منقر. وفي المدارك: ميقيل. ونقل الضبي في "بغية الملتمس": 1/ 124 من خط أحد شيوخه أنه يعرف بابن ميقل، بالميم. بينما في جذوة المقتبس عن أبي العباس العذري أنه بالنون. وفي هامش طبعة "مشارق الأنوار": 1/ 8 أن في ثلاث نسخ منه ضبطه بكسر الميم وضم القاف. وقال المؤلف في حقه في المدارك: سمع من الأصيلي، وروى عنه ابن المرابط وابن الحذاء وقال عنه: كان أحفظ الناس لمذهب مالك وأقواهم فيه حجة، عالماً بصحيح الحديث وسقيمه ورجاله، وتوفي 436. (انظر المدارك: 8/ 34، والصلة: 2/ 771 والجذوة: 1/ 114).
(¬3) هو عبد الله بن إبراهيم بن محمَّد الأصيلي أبو محمَّد، تفقه بقرطبة على أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم التجيبي وابن المشاط، ورحل فسمع بإفريقية أبا العباس الإبِّياني وأبا العرب التميمي وعلي بن مسرور الدباغ وابن أبي زيد القيرواني. وأخذ بالعراق عن أبي بكر الأبهري وكثير من أهل الحديث. له رواية معروفة في البخاري عن أبي زيد المروزي عن الفربري عن البخاري. ممن تفقه به أبو عمران الفاسي. وله كتاب في اختلاف مالك والشافعي وأبي حنيفة سماه "الدلائل على أمهات المسائل". توفي 392 (انظر تاريخ ابن الفرضي: 1/ 426 - 427 وجذوة المقتبس: 1/ 400 والمدارك: 7/ 135 - 144 وبغية الملتمس: 2/ 440).
(¬4) هو علي بن محمَّد بن مسرور الدباغ، سمع من أحمد بن أبي سليمان - صاحب سحنون - وعوَّل عليه، وسمع كثيراً من القرويين. أخذ عنه القابسي وعالم كثير، كان من أهل العلم والورع والتعبد والصيانة والإخبات والسلامة والحياء، ثقة حسن التقييد. توفي 359. (انظر المدارك: 6/ 258، والديباج: 295).
(¬5) هو أحمد بن أبي سليمان - داود - الصراف أبو جعفر، قال عن نفسه: أتى بي أبي إلى سحنون سنة 217 لأسمع منه فاستصغرني وأجاز لي جميع كتبه، ثم صحبته بعد ذلك عشرين سنة. وسمع من أبيه أيضاً. روى عنه أبو العرب. قيل فيه: كان حافظاً =

الصفحة 11