كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 2)

بالمقتات المدخر الذي هو أصل العيش غالباً، (وهي علة الربا في الطعام عند البغداديين (¬1) من أئمتنا، فيختص على هذا بالحبوب المقتاتة المدخرة للعيش غالباً) (¬2)، ومثلها التمر والزبيب وشبهه. وكذلك ما في معناها مما يصلحها كالملح. وهذا مما (¬3) لا يختلف فيه في المذهب، ولا يمتنع التفاضل على هذا في الجوز واللوز وشبهه مما يدخر/ [ز 248] ويقتات، لكن ليس هو أصل العيش غالباً.
وذهب كثير من مشايخنا أنه لا يلزم (¬4) فيه التعليل بكون العيش منه غالباً، (وإنما المراد ادخاره غالباً وكونه قوتاً، فألزم امتناع التفاضل في كل ما يدخر من الفواكه غالباً) (¬5) كالجوز واللوز ونحوها (¬6). وعليه تأول/ [خ 294] شيخنا أبو الوليد (¬7) مذهب "المدونة". وهو نص ما لمالك في "الموطأ"، وقاله ابن حبيب (¬8). وقد قال في "المدونة": "وكل شيء من الطعام يدخر ويؤكل ويشرب فلا يصلح منه (¬9) اثنان بواحد من صنفه. وكل طعام لا يدخر وهو يؤكل ويشرب فلا بأس بواحد منه باثنين يدا بيد".
وعلى اختلاف التعليل (¬10) اختلف المذهب (¬11) في التفاضل في البيض
¬__________
= توفي 477 (انظر الصلة: 1/ 114 - 115 والمدارك: 8/ 181 - 182 - مختصر ابن حمادة -). ورأيه هذا في المقدمات: 2/ 37.
(¬1) وهو للقاضي عبد الوهاب كما في المعونة: 2/ 958، والإشراف: 2/ 528. ولابن القصار أيضاً كما في الحطاب: 4/ 346.
(¬2) سقط من خ.
(¬3) كذا في ز وق وح وع، وفي خ: ما.
(¬4) في خ فوقها: كذا.
(¬5) سقط من خ.
(¬6) في ق: ونحوهما.
(¬7) في المقدمات: 2/ 37.
(¬8) انظر قوله في النوادر: 6/ 5، والمقدمات: 2/ 37.
(¬9) في طرة ز ملاحظة غبر واضحة حول هذه الكلمة، وفي ق: فيه.
(¬10) كذا في ز وع مصححاً عليه في ز، وكانت كذلك في ق ثم أصلحت: التعليلين، وهو ما في خ وم. وكلاهما ممكن.
(¬11) انظر في هذا المنتقى: 5/ 11.

الصفحة 1103