كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 3)

وقوله: "إنما ينظر مالك إلى الفعل، ولا ينظر إلى اللفظ" (¬1).
ثم قال: "فإذا وقع اللفظ فاسداً لم يصلح هذا البيع، لأن اللفظ وقعت به العقدة فاسدة" (¬2). "وكذلك إن كان اللفظ صحيحاً، ووقع القبض فاسداً، فسد البيع" (¬3) قال: "وإنما ينظر في البيوع إلى الفعل، ولا ينظر إلى القول، فإن قبح القول وحسن الفعل فلا بأس به، كان قبح الفعل وحسن القول لم يصلح" (¬4).
قالوا: ظاهر هذا الكلام التناقض (¬5)، لقوله (¬6): لا ينظر إلى اللفظ. وقوله: "فإن قبح القول وحسن الفعل فلا بأس به" (¬7) مع (¬8) قوله: "فإذا وقع اللفظ من البائع والمشتري فاسداً، لم يصلح هذا البيع" (¬9).
ومعنى هذا: إذا كان اللفظ فاسداً يتوصلان (¬10) به إلى فعل فاسد إذا أراده، كالشرط المتقدم في مسألة العبدين، فمثل هذا اللفظ [هو] (¬11) الذي يفسد البيع وإن حسن فيه الفعل، كتركهما شرط النقد في العبدين.
ومعنى (¬12) قوله: "وإن قبح القول وحسن الفعل فلا بأس به" (¬13). هو فيما (¬14) لا يصلان به إلى فعل فاسد، مما يوجب القضاء ترك الالتفات إليه،
¬__________
(¬1) المدونة: 4/ 126.
(¬2) المدونة: 4/ 127.
(¬3) المدونة: 4/ 127.
(¬4) المدونة: 4/ 127.
(¬5) في خ وع وح: تناقض.
(¬6) كذا في خ، وفي ح: بقوله.
(¬7) المدونة: 4/ 127.
(¬8) كذا في خ، وفي ح: معنى.
(¬9) المدونة: 4/ 127.
(¬10) كذا في خ وع، وفي ح: يتواصلان.
(¬11) سقط من ق.
(¬12) كذا في خ وع، وفي ح: معنى.
(¬13) المدونة: 4/ 127.
(¬14) كذا في خ وح، وفي ق: ما.

الصفحة 1126