كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 3)

إخراجها من خلال (¬1) أجزائها، ومعاناتها بتغلية الماء فيها المرة بعد المرة، حتى تخرج تلك الدهنية، وهي تطهر في الماء إذا غلي (¬2) فيها طافية عليه، وأما ما طبخ من الفخار بما (¬3) جاورها (¬4) من الدهنية ورطوبة النجاسة أو داخلها قد أكلتها النار، ولا تبقي (¬5) لها عيناً (¬6)، ولا أثراً، حتى إنه لا يظهر منها شيء على الماء لو صب فيها أو أغلي، لكن غسله حسن (¬7) للملاقاة، والمماسة، وتطييب النفس، ومخافة أن تكون النار لم تبالغ طبخه، وأبقت بقية منه خلاله، وقد اختار بعض شيوخنا طهارة النجاسة إذا صارت جمراً (¬8) لذهاب الرطوبة التي فيها كذهابها بالدباغ من الجلد (¬9).
ورأى ابن وهب تغلية عظام الميتة بالماء، وإنه دباغها، وهذا كله فيما (¬10) أصله (نجس) (¬11) وعينه نجس، فكيف بهذا الذي قدر (¬12) انتقال رطوبة النجاسة إليه فإذا أذهبتها (¬13) النار وأفنتها فكأنها لم تكن. وجاز استعمال هذه الأواني وإن (¬14) لم تغسل، وإنما يصح عندي القول بطهارة العظم بتغلية الماء على القول بطهارة العظام، أو مراعاة للاختلاف (¬15) فيها،
¬__________
(¬1) كذا في خ وع، وفي ق وح: خلل.
(¬2) كذا في ح، وفي خ وع وق: أغلي.
(¬3) كذا في خ وع وح، وفي ق: فيما.
(¬4) كذا في خ ود، وفي ع: يجاورها، وفي ح: جاوزها.
(¬5) كذا في ع، وفي خ وح: لا تبق.
(¬6) كذا في خ وع، وفي ح: عين.
(¬7) كذا في خ وع، وفي ح: أحسن.
(¬8) كذا في خ وع، وفي ح: خمرا.
(¬9) كذا في خ وع وح، وفي ق: الجلود.
(¬10) كذا في ع وح، وفي خ: مما.
(¬11) زائد في ق.
(¬12) كذا في وع ود، وفي ح: رأى.
(¬13) كذا في خ وع، وفي ح: أذهبته.
(¬14) كذا في خ وع وح، وفي ق: إن.
(¬15) كذا في ع وح، وفي خ: الاختلاف.

الصفحة 1163