كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

عن محمَّد بن عبيدون (¬1) عن محمَّد بن وضاح عن أبي سعيد سحنون بن سعيد التنوخي عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم (¬2) العتقي.
ومما يحتاج إلى بيانه في هذه الأسماء ما يقع فيه كثير من الناس في نسب ابن القاسم، وصوابُه - كما ضبطناه - العتقي؛ بضم العين المهملة وفتح التاء. وهو نسب مولاه؛ فإنه عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة - مولى زبيد بن الحارث العتقي - منسوب إلى العُتَقَاء (¬3)؛ وهم جماعة (¬4) من العرب مُنَّ عليهم فسُمُّوا العتقاء لذلك (¬5). ومسجده (¬6) بمصر يعرف بمسجد
¬__________
= بالحديث، جمع مسائل ابن زرب في أربعة أجزاء، وتوفي 425. (انظر الصلة: 1/ 222 والمدارك: 7/ 302).
(¬1) محمَّد بن عبيدون بن محمَّد بن فهد، يعرف بابن أبي الغمر، روى عن ابن وضاح كتابا واحداً من حديثه؛ سمعه منه وهو غلام ابن إحدى عشرة سنة أو نحوها، وحدث بالمدونة عن ابن وضاح إجازة، وهو آخر من حدث عن ابن وضاح. سمع منه ابن عفيف وأبو علي الحداد، قال ابن عفيف: كان من أهل العلم والرواية، حافظاً للفقه ... وطعن ابن عفيف في عدالته، توفي 308 (انظر تاريخ ابن الفرضي: 2/ 751 والمدارك: 6/ 139 - 140 وانظر سنده في المدونة في الفهرسة: 2/ 297).
(¬2) هذا إمام مشهور يصعب استيعاب ترجمته، يكفي أن يذكر أن البخاري أخرج له وأن ابن معين وأبا زرعة والنسائي والحاكم والخطيب عدلوه، قال النسائي: سبحان الله ما أحسن حديثه وأصحه عن مالك! ليس يختلف في كلمة، ولم يرو أحد الموطأ أثبت منه. وعقب القاضي عياض على هذه الشهادة وقال: بهذا الطريق رجح القاضي عبد الوهاب مسائل المدونة لرواية سحنون لها عن ابن القاسم وانفرادِ ابن القاسم بمالك وطول صحبته له وأنه لم يخلط به غيره إلا في شيء يسير، ثم كون سحنون أيضاً مع ابن القاسم بهذه السبيل، مع ما كانا عليه من الفضل والعلم ... توفي سنة 191 (انظر تهذيب التهذيب: 6/ 228 والمدارك: 3/ 244 - 246).
(¬3) انظر: المؤتلف والمختلف للدارقطني: 4/ 1806، والقاموس المحيط: عتق.
(¬4) في خ: جماع.
(¬5) كما في "الأنساب" للسمعاني: 4/ 152، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: 4/ 1807. وانظر المدارك: 3/ 244.
(¬6) في المؤتلف والمختلف للدارقطني: 4/ 1806: "ولهم [وفي نسخة: وله. وهو ما عند المؤلف في المدارك: 3/ 244 عن الدارقطني] مسجد معروف بمسجد العتقاء بمصر". وفي ع: ومسجدهم.

الصفحة 14