كتاب التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة والمختلطة (اسم الجزء: 1)

انتهى إليه زحام المصلين عليها، يدل على صلاة الناس عليها في المسجد غير المعتكف، والجنازةُ في كل هذا خارج المسجد، ولم يذكر في ذلك شرط الضيق. ويريد بالزحام صفوف من في المسجد، وهو الذي في كتاب ابن حبيب (¬1): "لو صلى عليها في/ [خ 74] المسجد ما كان ضيقاً".
ومسعود بن الحكم الزُرَقي (¬2)، بضم الزاي المضمومة (¬3) وفتح الراء بعدها وبالقاف، منسوب إلى بني زُريق من الأنصار (¬4).
وقوله (¬5) في الأعجمي الصغير/ [ز 46] إذا مات: "إذا كان قد أجاب إلى الإِسلام بأمر يعرف وإلا لم يصل عليه"، قال ابن القاسم: "وذلك إذا كان كبيراً يعقل الإِسلام (¬6) "، ووقع مفسراً في رواية ابن القاسم عنه في "المبسوطة" (¬7): لا أرى أن يصلى عليهم إلا أن يعرفوا الإِسلام ويُثغروا أو بعد ذلك إذا عقل الإِسلام، قال أبو عمران: ولما لم يفصل دل أن الكتابي والمجوسي سواء (¬8)، قال: وقوله: أجاب بأمر يعرف، أي بإشارة أو مراطنة؛ يريد وإن لم يفصح بالعجمية، بدليل حديث السوداء (¬9). ومذهب
¬__________
(¬1) ذكره له في النوادر: 1/ 621 وتهذيب الطالب: 1/ 86 أوالبيان: 2/ 230.
(¬2) المدونة: 1/ 160/ 6 - من طبعة الفكر وسقطت المسألة من أصلها في طبعة صادر. وانظر ترجمة الزرقي في التهذيب: 10/ 106.
(¬3) كذا في خ وق وع وح وم ول، وكتب عليها في خ: كذا، وواضح أنها تكرار لا داعي له.
(¬4) انظر معجم القبائل العربية: 2/ 471.
(¬5) المدونة: 1/ 178/ 7.
(¬6) في س: كبيرا يعرف ما أجاب إليه.
(¬7) في التقييد 1/ 275: المبسوط.
(¬8) بل بينهما فرق وفيهما اختلاف كثير (انظر البيان: 2/ 214).
(¬9) لعله يقصد حديث الجارية الراعية التي سألها النبي - صلى الله عليه وسلم - "أين الله؟ " قالت: في السماء، رواه مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي في المساجد ومواضع الصلاة باب تحريم الكلام في الصلاة، ورواه غيره من أصحاب الكتب الصحيحة وليس فيه أنها سوداء. أما النساء السوداوات في الأحاديث فمنهن التي تقم المسجد ففقدها رسول الله =

الصفحة 277